ـ الضعفاء الكبير ، للعقيلي.
ـ الضعفاء والمتروكين ، لابن الجوزي.
ـ الجرح والتعديل ، للرازي.
وغيرها من مصنّفات القوم.
والحقّ يقال إنّ هذه التوجهات ـ رغم تأخّرها وخضوع العديد منها للمؤثرات الجانبية التي تمليها الظروف المحيطة بها ـ كانت خطوة جادة وإيجابية في تجاوز الهالة الوهمية التي اصطنعها قدماؤهم حول الصحابة عامة دون تمييز وتمحيص ، وإزالة التصور الخاطئ بصواب ما جاء في بعض كتبهم التي اسموها جزافا بالصحاح.
إلاّ أنّ الشيعة الإمامية كانوا أبصر من أن يقعوا في الشراك التي وقع فيها علماء المذاهب الإسلامية الأخرى ، إذ كانوا يهتدون بنور هدى أئمتهم المعصومين عليهمالسلام الذين حذّروا شيعتهم من هذه المزالق الخطرة.
فإنّ أئمّتنا الأطهار سلام الله عليهم ومن أوّل يوم انتشر فيه الحديث وإلى منتصف العصر الثالث الهجري ، قد تصدّوا لهذه الظاهرة ، وأعطوا كلّ ذي حقّ حقّه ، لأنّهم ابتلوا بقوم وضّاعين من الزنادقة ، بذلوا غاية ما يسعهم في تحريف الشريعة والدسّ فيها. وكذا الوضع عليهم ، ونسبة ما لا يرونه لهم. ولذا أعلنوا التبرّي منهم ، والتنوية بأسمائهم ، لكي تمحّص وتغربل الأحاديث من الدسائس والمنكرات.
فهذا الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول : « إذا حدّثتم بحديث فأسندوه إلى الذي حدّثكم ، فإن كان حقّا فلكم ، وإن كان كذبا فعليه » (١).
وقال الإمام أبو عبد الله الصادق عليهالسلام : « إنّا أهل بيت صدّيقون
__________________
(١) الكافي ١ : ٤٢ / ٧ ، باب رواية الكتب والحديث.