فإنّ مع كلّ قول منّا حقيقة ، وعليه نورا ، فما لا حقيقة معه ولا نور عليه ، فذلك من قول الشيطان » (١).
إلى غير ذلك من الأحاديث المتضمّنة للتحذيرات الكثيرة التي صدرت عن الأئمّة الأطهار سلام الله عليهم ، والتي تأكّد على التفحّص الكامل والتثبت الشديد والأخذ بحذر ، حتّى لا نبتلى بالأحاديث الموضوعة والمكذوبة عليهم سلام الله عليهم. وحتّى تكون كتبنا الحديثيّة أكثر نزاهة ونقاوة بالقياس إلى كتب غيرنا.
ومن هنا فإنّ المرء لا يعسر عليه إدراك الكم الوفير والغني من الكتب الرجاليّة التي صنّفها علماؤنا الأبرار ، طوال القرون السالفة وحتّى يومنا هذا ، سواء كانت مفصلة أو مختصرة ، يراد منها التحقق من وثاقة رواة الأخبار وناقليها ، وتصنيفهم ضمن المراتب الخاصة بهم ، سعيا لتنزيه السنّة المطهرة عن الكذب والدس والاختلاق.
وإنّا وبهذا الجهد المتواضع لا يسعنا المجال أن نحيط بكلّ من ألّف وما ألّف في هذا الموضوع ، إذ لا نبالغ إن ادعينا أنّ تعداد ما ألّف من الكتب الرجاليّة قد يصل إلى المئات ، حتّى أنّ الشيخ آقا بزرك الطهراني ـ رحمهالله تعالى ـ قد ألّف كتابا كاملا في هذا الموضوع سمّاه : مصفى المقال في مصنّفي علم الرّجال.
ولكن وممّا لا بدّ منه ، الإشارة إلى بعض أمّهات المصادر الرجاليّة ، وحيث نقتصر هنا في هذا الموجز على أهمّ المصادر التي اعتمدها المصنّف في كتابه هذا ، توخيا للاختصار ، وتجنبا عن الإطالة والإسهاب.
١ ـ رجال الكشّي :
__________________
(١) رجال الكشّي : ٢٢٤ / ٤٠١.