ونحل الحسين المهابة والجود ، ياويح من احتقره لضعفه واستضعفه لقلته وظلم من بين ولده وكان بلادهم عامر الباقين من آل محمد.
______________________________________________________
وتقدير الكلام ومساقه : ألا ان النبي عليهالسلام نحل الحسن بن علي عليهماالسلام البأس والحياء ، ونحل الحسين بن علي عليهماالسلام المهابة والجود ، وظلم الحسين عليهالسلام واختص بأرفع درجات الشهادة وأعلى مقامات السعادة من بين ولده.
وياويح من لم يعلم ذلك ولم يعرف أن اختصاصه عليهالسلام من بين ولد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بهذه المنزلة التي هي قصوى المنازل وأقصى الغايات آية كونه المجتبى المنتصى المقدس المكرم من خلص أحباء الله وروقة محبوبيه المظلومين في طريقه المذبوحين في سبيله.
فمن احتقره عليهالسلام لضعف أمره وشدة مظلوميته ومقهوريته واستضعفه لقلة خيله ورجله وقلة أنصاره وأعوانه ، فهو مرحوم في درجة عرفانه وايمانه مكفوف بصر بصيرته وايقانه مشدوه (١) بالظاهر الذي (٢) هو ظل زائل بائد مشغول عن الباطن الذي هو نور سرمد ونعيم خالد.
وفي هذا السياق ما قد قيل : المستحل توسيط الحق مرحوم من وجه ، فانه لم يطعم لذة البهجة به فسيطعمها ، انما معارفته مع اللذات المخدجة في حنون اليها غافل عما وراءها وما مثله بالقياس الى العارفين الا مثل الصبيان بالقياس الى المحنكين.
قوله رضى الله تعالى عنه : وكان بلادهم عامر الباقين من آل محمد
يعني ظلم الحسين عليهالسلام من ولد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وسفك دمه في سبيل الله ، ولكن نور الحق في مشكاة العترة الطاهرة باق لا يطفأ الى يوم القيامة ، فكان بلادهم عامر الباقين من آل محمد ، والقائم بالامر من بعده الحسين عليهالسلام محفوظا بحفظ الله معصوما باذن الله ، والثقلان اللذان هما تريكة رسول الله أعني القرآن والعترة الطاهرة ناطقان
__________________
(١) في « س » مشروه.
(٢) في « ن » : الزائل.