أيها الناس لا تكل أظفاركم عن عدوكم ولا تستغشوا صديقكم فيستحوذ الشيطان عليكم ، والله لتبتلن ببلاء لا تغيرونه بأيدكم الا اشارة بحواجبكم ، ثلاثة خذوها بما فيها وارجوا رابعها وموافاها.
بأبى دافع الضيم شقاق بطون الحبالى وحمال الصبيان على الرماح ومغلي الرجال في القدور ، أما أني سأحدثكم بالنفس الطيبة الزكية وتضريح دمه بين الركن والمقام المذبوح كذبح الكبش.
______________________________________________________
بالحق القائمان بالامر الى قيام الساعة.
قوله رضى الله تعالى عنه : لا تكل أظفاركم عن عدوكم
« لا » للنهي. و « تكل » بفتح حرف المضارعة ، وهو من أحسن الكنايات في التحريض على معاداة الاعداء في الدين.
« ولا تستغشوا صديقكم » على الاشتغال ، أي لا تستغشوا صديقكم في الدين ولا تخونوه في المخالة والمصادقة فيستحوذ الشيطان عليكم ، أي يغلبكم ويستولي عليكم.
قوله رضى الله تعالى عنه : ثلاثة خذوها بما فيها
يعنى بها عليا والحسن والحسين عليهمالسلام ، والاخذ بسنن سنتهم والسلوك في مسير سيرتهم.
« وأرجو رابعها وموافاها » أراد بالرابع السجاد زين العابدين عليهالسلام ، فان الثلاثة عليهمالسلام موافوه وموازوه في ملمات المحن وصعوبات الفتن وشدائد المجاهدة في سبيل الله بما قد جرى عليه عليهالسلام من المصائب والنوائب يوم الطف وبعده ، وان لم يقم هو بالجهاد من بعد ، لفقدان الجنود والاعوان.
وقوله « بأبي دافع الضيم شقاق بطون الحبالى » يعني به قائم أهل البيت المهدي الحجة صاحب الزمان عجل الله فرجه وسهل مخرجه.
« ومغلي الرجال » بالعين المعجمة في أكثر النسخ على صيغة الفاعل من باب