ب : لو اتصل الواقف القليل بالجاري لم ينجس بالملاقاة ، ولو تغيّر بعضه بها اختص المتغيّر بالتنجيس.
ج : الجريات المارّة على النجاسة الواقفة طاهرة وإن قلّت عن الكر مع التواصل.
______________________________________________________
اعتباره ، إما بقلة الاجزاء وكثرتها ، أو بتقديره مخالفا في الأوصاف ، على اختلاف القولين ، وإذا وجب الاعتبار في الجملة للمضاف ، فللنجاسة أولى ، ولأن عدم وجوب التقدير يفضي إلى جواز الاستعمال ، وإن زادت النجاسة على الماء أضعافا ، وهو كالمعلوم البطلان ، فوجب تقدير الأوصاف ، لأنها مناط التنجيس وعدمه.
وهذا القول أرجح وأقرب إلى الاحتياط.
فعلى هذا يمكن أن تقدر المخالفة على وجه أشد ، كحدّة الخل ، وذكاء المسك ، وسواد الحبر ، لمناسبة النجاسة تغليظ الحكم.
والظاهر اعتبار الوسط ، اعتبارا للأغلب ، لرجحانه.
وهل تعتبر أوصاف الماء وسطا ، نظرا إلى شدة اختلافها كالعذوبة والملوحة ، والرقة والغلظة ، والصفاء والكدورة؟ فيه احتمال ، ولا يبعد اعتبارها ، لأن له أثرا بينا في قبول التغير وعدمه.
قوله : ( لو اتصل الواقف القليل بالجاري لم ينجس بالملاقاة ).
يشترط في هذا الحكم علو الجاري ، أو مساواة السطوح ، أو فوران الجاري من تحت القليل إذا كان الجاري أسفل ، لانتفاء ثبوته بدون ذلك.
قوله : ( الجريات المارة على النجاسة الواقفة طاهرة وإن قلت عن الكر مع التواصل ).
الجرية : هي الدفعة من الماء الجاري بين حافتي النهر عند جريانه على سطح منحدر.
وقد ذهب بعض العامة الى أن الجريات الحاصلة في الماء عند جريانه متفاصلة معنى ، وإن تواصلت حسّا ، فلكل جرية حكم نفسها ، فيعتبر فيها الكثرة ، والاّ