وأول وقت المغرب غيبوبة الشمس ـ المعلومة بذهاب الحمرة المشرقية ـ إلى أن يذهب الشفق ،
______________________________________________________
قوله : ( وأوّل وقت المغرب غيبوبة الشّمس المعلومة بذهاب الحمرة المشرقيّة ).
هذا هو الأصحّ ، وعليه عمل أكثر الأصحاب ، لقول الباقر عليهالسلام : « إذا غابت الحمرة من هذا الجانب ـ يعني المشرق ـ فقد غابت الشّمس من شرق الأرض ومن غربها » (١) ، وروى الكليني عن ابن أبي عمير مرسلا عن الصّادق عليهالسلام : قال : « وقت سقوط القرص ، ووجوب الإفطار أن يقوم بحذاء القبلة ، ويتفقد الحمرة الّتي ترتفع من المشرق ، فإذا جازت قمة الرأس إلى ناحية المغرب فقد وجب الإفطار وسقط القرص » (٢) وهو صريح في أنّ زوال الحمرة علامة سقوط القرص ، الّذي هو غيبوبة الشّمس ، ومرسل ابن أبي عمير كالمسند.
وللشيخ قول بأنّ الغروب يتحقّق باستتار القرص (٣) ، لقول الصّادق عليهالسلام : « وقت المغرب إذا غربت الشّمس ، فغاب قرصها » (٤) ، ولقوله عليهالسلام لأبي أسامة وقد صعد جبل أبي قبيس والنّاس يصلّون المغرب ، فرأى الشّمس لم تغب ، وإنّما توارت خلف الجبل : « بئس ما صنعت ، إنّما تصليها إذا لم ترها ، خلف جبل غابت أو غارت ، فإنّما عليك مشرقك ومغربك ، وليس على النّاس أن يبحثوا » (٥) وجوابه : لا دلالة فيهما على تحقق الغروب قبل ذهاب الحمرة ، فتبقى الأخبار الصّريحة باعتبار زوالها بغير معارض.
قوله : ( إلى أن يذهب الشّفق ).
أي : نهاية الفضيلة الى أن يذهب الشّفق : وهو الحمرة في المغرب أوّل الليل إلى
__________________
(١) الكافي ٣ : ٢٧٨ حديث ٢ ، التهذيب ٢ : ٢٩ حديث ٨٤ ، الاستبصار ١ : ٢٦٥ حديث ٩٥٦.
(٢) الكافي ٣ : ٢٧٩ حديث ٤ ، التهذيب ٤ : ١٨٥ حديث ٥١٦.
(٣) المبسوط ١ : ٧٤.
(٤) الكافي ٣ : ٢٧٩ حديث ٧ ، التهذيب ٢ : ٢٨ حديث ٨١ ، الاستبصار ١ : ٢٦٣ حديث ٩٤٤.
(٥) الفقيه ١ : ١٤٢ حديث ٦٦١ ، التهذيب ٢ : ٢٦٤ حديث ١٠٥٣ ، الاستبصار ١ : ٢٦٦ حديث ٩٦١ باختلاف يسير.