ولو شك فيما نواه بعد الانتقال بنى على ما هو فيه ، ولو لم يعلم شيئا بطلت صلاته.
ب : النوافل المسببة لا بد في النية من التعرض لسببها ، كالعيد المندوبة ، والاستسقاء.
______________________________________________________
لعدم تحقق الدّخول في الصّلاة ، ومحلّ النّيّة أوّلها ، وإلى الآن لم تتحقّق الأولية ، لأنّ المأتي به من التكبير إنّما يعد جزءا بعد إكماله ، وقد سبق. وسيأتي أنّ الشك بعد الانتقال عن محلّ الفعل والدّخول في فعل آخر لا أثر له ، بخلاف ما لو كان في محلّه ، فإنّ الأصل عدم الإتيان به ، ولا مانع من تداركه فيجب.
قوله : ( ولو شك فيما نواه بعد الانتقال بنى على ما هو فيه ، ولو لم يعلم شيئا بطلت صلاته ).
المراد ببنائه على ما هو فيه : البناء على ما في اعتقاده أنّه الآن يفعله. وفي الذّكرى : لو شك هل نوى ظهرا أو عصرا ، فرضا أو نفلا بنى على ما قام إليه (١) ، وهو صحيح أيضا ، لأنّ الظّاهر أنّه نوى ما قام لأجله ، ولو لم يعلم شيئا بطلت صلاته لانتفاء المرجّح.
ولو شكّ بعد صلاته أربع هل صلّى الظّهر أو العصر لم يكن البناء على الظّهر بعيدا ، لأنّ الظّاهر أنّه أتى بالواجب أوّلا ، ولو صلّى رباعية مردّدة بين الظّهر والعصر لكان طريقا إلى البراءة مع احتمال تعينه ، وعلى هذا فاجزاؤه مشروط بوقوع الاولى في الوقت المشترك.
قوله : ( ب : النوافل المسببة لا بدّ في النيّة من التعرض لسببها ، كالعيد المندوبة ، والاستسقاء ).
لأنّ التّعيين إنّما يتحقق بذلك ، وقد سبق اعتباره في النيّة ، ويدل عليه قوله عليهالسلام : « إنّما لكل امرئ ما نوى » (٢) ، ويضيف النّوافل المرتبة إلى فريضتها ، واللّيلية إلى اللّيل ، وتعيين المنذورة وإن كانت إحدى الواجبات على الأظهر لما قلناه.
__________________
(١) الذكرى : ١٧٨.
(٢) صحيح البخاري ١ : ٢ ، سنن أبي داود ٢ : ٢٦٢ حديث ٢٢٠١.