ويتخير فيهما بينها وبين : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله أكبر مرة ، ويستحب ثلاثا ،
______________________________________________________
قوله : ( ويتخير فيهما بينها وبين : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله أكبر مرّة ، ويستحبّ ثلاثا ).
التخيير بين الأمرين في الثّالثة والرّابعة بإجماع أصحابنا ، والثّالثة شاملة بإطلاقها لثالثة المغرب وغيرها ، وأصحّ الأقوال عندنا الاجتزاء بالتّسبيحات الأربع مرّة واحدة ، وهو قول المفيد (١) ، وأحد أقوال الشّيخ (٢) لصحيحة زرارة ، قال : قلت لأبي جعفر عليهالسلام : ما يجزئ من القول في الرّكعتين الأخيرتين؟ قال : « أن يقول : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله أكبر ، ويكبر ويركع » (٣).
والقول الثّاني له : أن يكرر ذلك ثلاثة مرّات ، فتكون اثنتي عشرة تسبيحة (٤).
والقول الثّالث له : عشر تسبيحات يقول : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله ثلاث مرّات ، ويقول في الثّالثة : والله أكبر (٥) ، وتبعه على ذلك جماعة (٦).
ولعل حجته رواية حريز ، عن زرارة ، عن الباقر عليهالسلام ، قال : « إن كنت إماما فقل : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله ثلاث مرّات ، ثم تكبر وتركع » (٧).
واجتزأ بعضهم بتسع بأن يكرر التّسبيحات الثّلاث الأول ثلاثا ، والأصحّ الأوّل ، والثّاني أحوط وأفضل ، فإذا أتى بالثلاث كان على قصد الوجوب ، مخيّرا بينها وبين المرة ، إذ لا محذور في التخيير بين الأقل والأكثر كتخيير المسافر في القصر والإتمام في المواضع الأربعة ، لأنّ صدق الكلّي على أفراده بالقوة والضّعف لا بعد فيه. ولا يرد أنّه بالإتيان بأقل الفردين تتحقّق البراءة فلا يعقل الوجوب بعده ، لأنّ المتحقّق هو البراءة
__________________
(١) المقنعة : ١٨.
(٢) الاستبصار ١ : ٣٢١.
(٣) الكافي ٣ : ٣١٩ حديث ٢ ، التهذيب ٢ : ٩٨ حديث ٣٦٧ ، الاستبصار ١ : ٣٢١ حديث ١١٩٨.
(٤) النهاية : ٧٦.
(٥) المبسوط ١ : ١٠٦.
(٦) منهم : سلار في المراسم : ٧٢ ، وابن إدريس في السرائر : ٤٦.
(٧) الفقيه ١ : ٢٥٦ حديث ١١٥٨.