والدعاء فيه بالمنقول.
ويجوز الدعاء فيه ، وفي جميع أحوال الصلاة بالمباح للدين والدنيا ، ما لم يخرج به عن اسم المصلّي
______________________________________________________
وأمّا كون الاستحباب أقل تأكيدا في الجهرية ، فللرواية السّالفة مع موثقة سماعة ، قال : سألته عن القنوت في أي صلاة هو؟ فقال : « كلّ شيء يجهر فيه بالقراءة فيه قنوت » (١) ، ولمّا كان المستحبّ في الفريضة آكد منه في النّافلة كان استحباب القنوت في الفريضة بعد ما ذكر أشد تأكيدا ، والظاهر استثناء الوتر للحديث السّابق.
قوله : ( والدّعاء فيه بالمنقول ، ويجوز الدّعاء فيه وفي جميع أحوال الصّلاة بالمباح للدّين والدّنيا ، ما لم يخرج به عن اسم المصلّي ).
أفضل ما يقال في القنوت الدعاء المأثور عن النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمة عليهمالسلام وقد صرّح الشّيخ (٢) وجماعة بأفضلية كلمات الفرج (٣) ، وفي صحيحة سعد بن أبي خلف ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : « يجزئك في القنوت : اللهمّ اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنّا في الدّنيا والآخرة ، والآخرة ، انّك على كلّ شيء قدير » (٤).
ويجوز الدّعاء فيه بما سنح للدّين والدّنيا ، لما رواه إسماعيل بن الفضل قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن القنوت وما يقال فيه؟ فقال : « ما قضى الله على لسانك ، ولا أعلم فيه شيئا مؤقتا » (٥).
ويشترط فيه كونه مباحا ، أي : مأذونا فيه ، فلو دعا بالمحرّم أبطل صلاته. ويجوز الدّعاء فيه للمؤمنين عموما وبأسمائهم ، فعن أبي الدّرداء قال : إنّي لأدعو في
__________________
(١) التهذيب ٢ : ٨٩ حديث ٣٣٣ ، الاستبصار ١ : ٣٣٩ حديث ١٢٧٤.
(٢) المبسوط ١ : ١١٣.
(٣) منهم : ابن البراج في المهذب ١ : ٩٤ ، وابن إدريس في السرائر : ٤٨ ، والشهيد في الذكرى : ١٨٤.
(٤) الكافي ٣ : ٣٤٠ حديث ١٢ ، التهذيب ٢ : ٨٧ حديث ٣٢٢.
(٥) الكافي ٣ : ٣٤٠ حديث ٨ ، التهذيب ٢ : ٣١٤ حديث ١٢٨١.