ويستحب بلاغة الخطيب ، ومواظبته على الفرائض ، حافظا لمواقيتها ، والتعمم شتاء وصيفا ، والارتداء ببرد يمنية ، والاعتماد ، والتسليم أولا ، والجلوس قبل الخطبة.
______________________________________________________
للأصل ، وعدم وجود معارض يعتد به في ذلك.
قوله : ( ويستحبّ بلاغة الخطيب ومواظبته على الفرائض حافظا لمواقيتها والتعمم شتاء وصيفا ، والارتداء ببرد يمنية والاعتماد والتّسليم أولا ، والجلوس قبل الخطبة ).
يستحب في الخطب أمور :
منها : بلاغته بمعنى : أن يكون قادرا على تأليف الكلام المطابق لمقتضى الحال من التخويف والإنذار وغيرهما ، بحيث يبلغ به كنه المطلوب من غير إملال ولا إخلال ، مع فصاحته الّتي هي عبارة عن خلوصه من ضعف التأليف وتنافر الكلمات والتعقيد وكونها غريبة وحشيّة ، لأنّ لذلك أثرا بينا في القلوب.
ومنها : مواظبته على الفرائض ، ومحافظته عليها في أوّل أوقاتها ، واتصافه بما يأمر به ، ومجانبته ما ينهى عنه ، ليكون لوعظه موقع. ويستحبّ أن يكون صادق اللهجة ، وأن لا يلحن في خطبته.
ومنها : التعمم شتاء وصيفا ، والارتداء ببرد يمنيّة أو عدني ، وقد سبق في رواية سماعة عن الصّادق عليهالسلام (١) ، وللتأسي ، ولأنّه أنسب بالوقار.
واعلم أنّ ( يمنيّة ) في العبارة صفة للبرد ، نسبة إلى اليمن ، يقال : يمنية بالتّشديد ، ويمانية بالتخفيف مع الألف ، والّذي في الرّواية : برد يمنيّة ، وهي بالضّم : البردة من برود اليمن.
ومنها : الاعتماد على شيء حال الخطبة من سيف أو عكاز أو قوس أو
__________________
(١) الكافي ٣ : ٤٢١ حديث ١ ، التهذيب ٣ : ٢٤٣ حديث ٦٥٥.