وتقديم الخطبتين بدعة ، واستماعهما مستحب.
______________________________________________________
ولكن يصنع للإمام شيء شبه المنبر من طين ، فيقوم عليه فيخطب الناس ثم ينزل » (١).
قوله : ( وتقديم الخطبتين بدعة ).
لا خلاف في ذلك ، وقد روي أنّ عثمان وابن الزبير ومروان بن الحكم خطبوا قبل الصلاة (٢) ، وقد روى الشيخ في الصحيح عن محمد بن مسلم ، عن أحدهما عليهماالسلام : « إنّ أول من أحدث تقديم الخطبة في العيد عثمان ، فإنه لمّا أحدث أحداثه كان إذا فرغ من الصلاة قام الناس ، فلما رأى ذلك قدم الخطبتين ، واحتبس الناس للصلاة » (٣). وروى الجمهور عن ابن عمر ، قال : إنّ النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأبا بكر وعمر وعثمان وعليا كانوا يصلون العيدين قبل الخطبة (٤). وروى طارق بن شهاب قال : قدّم مروان الخطبة قبل الصلاة ، فقام رجل ، فقال : خالفت السنة ، كانت الخطبة بعد الصلاة ، فقال : اترك ذلك يا أبا فلان! فقام أبو سعيد ، فقال : أمّا هذا المتكلم فقد قضى ما عليه ، قال لنا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من رأى منكم منكرا فلينكره بيده ، فمن لم يستطع فلينكره بلسانه ، فمن لم يستطع فلينكره بقلبه ، وذلك أضعف » (٥).
قوله : ( واستماعهما مستحب ).
قال المصنف في المنتهى : لا يجب حضور الخطبة ، ولا استماعها بغير خلاف ، روى عبد الله بن السائب ، قال : شهدت مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم العيد ، فلما قضى الصلاة قال : « إنا نخطب ، فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلس ، ومن أحب
__________________
(١) الفقيه ١ : ٣٢٢ حديث ١٤٧٣ ، التهذيب ٣ : ٢٩٠ حديث ٨٧٣.
(٢) الكافي ٣ : ٤٦٠ حديث ٣ ، سنن ابن ماجة ١ : ٤٠٦ حديث ١٢٧٥.
(٣) التهذيب ٣ : ٢٨٧ حديث ٨٦٠.
(٤) صحيح مسلم ٢ : ٦٠٥ حديث ٨٨٨ ، سنن الدار قطني ٢ : ٤٦ حديث ١٤.
(٥) سنن ابن ماجة ١ : ٤٠٦ حديث ١٢٧٥.