كتاب الصلاة
كتاب الصلاة ومقاصده أربعة :
الأول : في المقدمات : وفيه فصول :
الأول : في أعدادها :
______________________________________________________
قوله : ( كتاب الصّلاة :
ومقاصده أربعة :
الأوّل : في المقدّمات : وفيه فصول :
الأوّل : في أعدادها ) :
المعروف والشّائع أن الصّلاة لغة : الدّعاء ، قال الله تعالى ( وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ) (١) أي : ادع لهم ، وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « وصلّت عليكم الملائكة » (٢) ، وقال الشّاعر :
تقول بنتي وقد
قرّبت مرتحلا |
|
يا ربّ جنّب أبي
الأوصاب والوجعا |
عليك مثل الّذي
صلّيت فاغتمضي |
|
يوما فإنّ لجنب
المرء مضطجعا (٣) |
وقد صرّحوا بأن لفظها من الألفاظ المشتركة ، فهي من الله الرّحمة ، ومن الملائكة الاستغفار ، ومن الآدميّين الدّعاء ، وزاد في القاموس حسن الثناء من الله على رسوله (٤) ، ولعلّه من الاستعمالات المجازية لتضمّنه معنى الرّحمة ، لأن كتب اللّغة تجمع الحقيقة والمجاز من غير تمييز غالبا.
وفيه : أنّها عبادة فيها ركوع وسجود (٥) ، وهذا هو المعنى الشّرعي ، فيكون حقيقة لغوية ، حكى في الجمهرة ، عن بعضهم : أن اشتقاقها من رفع الصّلا في
__________________
(١) التوبة : ١٠٣.
(٢) الكافي ٦ : ٢٩٤ حديث ١٠ ، التهذيب ٩ : ٩٩ حديث ٤٣٠.
(٣) من قصيدة للأعشى الكبير يمدح فيها هوذة بن علي الحنفي رقم ١٣ ، انظر الديوان : ١٥١.
(٤) القاموس ٤ : ٣٥٣ مادة « صلا ».
(٥) القاموس ٤ : ٣٥٣ وانظر : لسان العرب ١٤ : ٤٦٤ مادة « صلا ».