الفصل الرابع الحمل
حياة الطفل تبدأ قبل الولادة بعشرة أشهر
ولعلنا بدورنا نسأل . . ولماذا عشرة شهور بالذات ؟ . . المعروف أن الجنين يقضي في بطن أمه تسعة أشهر ، وکما ذکرنا من قبل أن الحالة الصحية للأم عند بداية الحمل أهم بکثير من حالتها الصحية خلال شهور الحمل ، وبذلک يکون مقدار ما استطاع جسمها أن يدخره من مواد غذائية وفيتامينات وأملاح في الشهر الذي يسبق بداية الحمل شيء بالغ الأهمية في تأثيره على الجنين والطفل بعد ذلک ، ولنمضي الآن مع الجنين في بطن أمه طوال شهوره التسعة لنرى تعرف کل أم أهمية هذه الفترة ومسؤوليتها الکاملة نحو الطفل القادم . . ويستوقفنا في المقام الأول تغذية الأم في هذه الفترة .
من المعروف أن الجنين يعتمد على أمه في
غذائه ونموه وذلک خلال وجوده جنيناً في أحشائها . . ومما لا شک فيه أن الحالة الصحية للأم تنعکس على الجنين في بطنها ، فمعاناة
الأم من أي نقص في أحد المصادر الغذائية سوف تؤثر دون جدال على الجنين . . فغذاء
الأم في فترة الحمل لا بد أن يدخل فيه الخبز الأسمر أفضل من الخبز الأبيض أو الفينو ، کما
لا بد أن تکثر في طعامها من تناول الکبدة وسواها من الأحشاء کالکلية والقلب ، کما أنها
تستعيض عن لحم الغنم کالماعز والخراف ولحم البقر بلحم الطيور والأسماک وعليها أن تتناول يومياً
قطعتين من الخضار النيئة وبيضة واحدة ، کما يکون تناول المکسرات کالجوز واللوز وسواها
مفيداً جداً ، في ذات الوقت عليها أن لا تکثر من تناول الحمضيات کالليمون والبرتقال
والکريب فروت ويستعاض عنها بالتفاح والعنب . . والنصيحة التي يجب أن تتبعها کل
حامل هي أن تتناول ملعقتين صغيرتين من العسل النحل تأخذها الأم مع کل وجبة طعام أي ثلاث
مرات في اليوم ممزوجتين بالماء أو أي شيء آخر من الطعام أو حتى بدون مزج فإنهما يساعدان
على تکوين جهاز عصبي صحيح للجنين . . إن اهتمام کل حامل بغذائها مسألة حيوية جداً لصحة ذلک الطفل الذي لم ير النور بعد . . إن ذکاءه وتکوينه الجسمي ونموه بل وترکيبة