شخصيته بعد ذلک ، کل ذلک يتوقف على غذاء الأم وطريقة حياتها خلال شهور الحمل التسعة والشهر الذي يسبق الحمل مباشرة . . ويظن البعض أن الجنين ينمو داخل بطن الأم منفصلاً تماماً عن الحياة الخارجية وعن کل المؤثرات والانفعالات التي تصادف الأم خلال أيام الحمل . . فإلى أي مدى هذا الظن محقاً ؟ . .
لا جدال الآن أنه قد تأکد أن أي مؤثر خارجي له تأثيره على الجنين فإذا غضبت الأم الحامل فإنها في الحال تشعر بحرکة عنيفة يقوم بها الجنين ، وإذا ما صعدت هذه الأم إلى مکان مرتفع کأن تصعد سلماً مرتفعاً فإن النتيجة المباشرة أن عدد ضربات قلب الجنين يزداد وتحدث نفس الظاهرة عندما تدخن هذه الأم السجائر بکثرة ، بل لعل الأم الحامل تلاحظ أنه عند سماع صوت مرتفع جداً يؤدي في کثير من الأحيان إلى حدوث حرکة عنيفة للجنين ، ومن الأمور المدهشة أنه إذا ما أدت الأم الحامل أي حرکة فجائية فإن الجنين يتحرک بشدة في بطنها وکأنه يحتج على تصرفاتها أو کأنه يعلن « الفيتو » على هذا التصرف . . إننا هنا أمام وحدة عضوية . . فالأم وجنينها کائن واحد . ولا يعدو الجنين أن يکون أکثر من عضو من أعضاء الأم يتأثر کأي عضو فيها .
وزن الحامل مؤشر لسلامة الحمل
من أکثر الأمراض خطورة والتي تواجه الحامل في فترة حملها ما يسمى « بتسمم الحمل » . فإذا ما عرفنا أن هذا المرض يمکن الوقاية منه إذا ما سجلنا وزن الحامل في أوقات منتظمة وقياس مدى الزيادة في وزنها . . فإننا ندرک من فورنا مدى أهمية مجرد هذا القياس المستمر والمنتظم لوزن الحامل . . ولعلنا بدورنا نتساءل لماذا يزداد وزن الحامل ؟ . . إن وزن الحامل في نهاية شهور الحمل يزيد عن وزنها قبل الحمل بحوالي ١١ کيلو جرام وهي موزعة کالآتي :
١ ـ الجنين ، ويبلغ وزنه ما يزيد قليلاً عن ثلاثة کيلو جرامات . . إضافة إلى متعلقاته وهي : المشيمية (الخلاص) والسائل الأمينوس الذي يحيط بالجنين . . وبالتالي فإن وزن الجنين ومتعلقاته تبلغ حوالي خمسة کيلو جرامات .
٢ ـ الرحم ويبلغ وزنه الطبيعي حوالي ٧٥ جراماً إلا أنه يتضخم کثيراً أثناء الحمل حتى يصل وزنه في نهاية الحمل إلى أکثر من کيلو جرام .
٣ ـ تنشط غدد اللبن في الثديين أثناء الحمل استعداداً للرضاعة مما يؤدي إلى تضخمها وهذا يضيفه إلى وزن الحامل نصف کيلو جرام .
٤ ـ جسم الحامل نفسه يعتريه بعض التورم
غير الملحوظ مما يکسبها زيادة في الوزن تبلغ