حوالي أربعة کيلو جرامات . . ويرجع ذلک لتأثيرات الهرمونات التي يطلقها المبيض وهي « البرجسترون » و « الأستروجين » إضافة إلى هرمون الغدة الفوق کلوية (الکظرية) المسمى « الدوسترون » . . وهذه الهرمونات تعمل على احتباس الماء والأملاح في أنسجة الجسم .
فإذا حاولنا أن نرسم خطأ بيانياً للزيادة الطبيعية في وزن الحامل فإننا سنجد أن هذا الخط البياني لن يسجل شيئاً خلال الشهور الثلاثة الأولى من الحمل بمعنى أن وزن الحامل في نهاية الشهر الثالث يکاد يساوي وزنها قبل الحمل . . ثم يبدأ هذا الخط البياني في الارتفاع بداية من الشهر الرابع فيزداد وزن الحامل ما يقل عن الکيلو جرامين قليلاً في نهاية الشهر الرابع ومثل ذلک في الشهر الخامس ، ثم يزداد وزن الحامل ما يزيد عن الکيلو جرامين قليلاً في الشهر السادس ومثل ذلک في الشهر السابع ، بينما يزداد وزن الحامل أکثر من کيلو جرام واحد بقليل في الشهر الثامن ومثل ذلک في الشهر التاسع من الحمل . . ومن ثم فإن مجموع هذه الزيادات يساوي ما يزيد قليلاً عن ١١ کيلو جرام وهو بأي حال لا يجب إن يزيد عن ١٣ کيلو جرام .
ولکن ألا يؤثر وزن الجنين نقصاً أو زيادة على هذه المعدلات ؟ . . الحقيقة أن أوزان المواليد تتفاوت فقد يبلغ وزن المولود کيلو جرامين ونصف وحياناً يبلغ وزنه خمسة کيلو جرامات . . إلا أن ذلک لا يؤثر في وزن الحامل على مدار الشهور التسعة . . لماذا ؟ لأن نمو الجنين يمضي هو الآخر بمعدل تدريجي أي إن الزيادة في وزن الجنين تتزايد بانتظام على مدار شهور الحمل وهذه الزيادة لا يمکن أن تصل أبداً إلى ١/١٠ الکيلو جرام في الأسبوع الواحد . . بينما تستطيع أکلة واحدة من الفسيخ أن تسبب تورماً في جسم الحامل ، مما يؤدي إلى زيادة وزنها کيلو جرام في مدى أسبوع واحد .
إذن فالزيادة التدريجية بالمعدلات التي ذکرناها شيء طبيعي يحدث أثناء الحمل . . ولکن لماذا عن الزيادة غير الطبيعية أو الزيادة الکبيرة في وزن الحامل ؟ إن الزيادة غير الطبيعية ترجع أساساً إلى تراکم الماء والأملاح في أنسجة الجسم مما يحدث ما يسمى بالتورم أو « الأوديما » . . والتورم قد يحدث في القدمين والساقين ولکن مع استمرار تراکم الماء والملح فإن هذا التورم يشمل أيضاً جدار البطن واليدين والوجه .
ومن المفيد هنا أن نذکر جسم الحامل
للتورم يزداد في حالات تسمم الحمل ، وفي حالات التورم فإن کمية البول تقل . . وهناک ثلاثة علامات لتسمم الحمل . . أول هذه العلامات ظهوراً هو ارتفاع ضغط الدم ، ثم يليه ظهور الزلال في البول ، وأخيراً يبدأ
جسم الحامل في الانتفاخ ويکون هذا دليلاً على حدوث التورم ، وفي بعض الأحيان يکون
التورم سابقاً على ارتفاع ضغط الدم . . وعادة لا يکون التورم واضحاً للعين إلا بعد أن يتراکم
في أنسجة الجسم مقدار کبير من الماء ومن هذه النقطة نلمس أهمية مقياس وزن الحامل
بانتظام ؛ لأنه يکشف عن هذا التراکم قبل أن يظهر التورم فعلاً . . فکثيراً ما يزداد وزن
الحامل بمعدل