نصف کيلو جرام کل أسبوع وهي زيادة طبيعية . وقد يقفز هذا الازدياد فجأة إلى ثلاثة کيلو جرامات أو أربعة في مدى أسبوعين دون أن يصاحب هذه الزيادة تورم ملحوظ وإنما قد تلاحظ الحامل أنها عندما تقبض أصابعها فإنها تشعر بشيء من الامتلاء في هذه الأصابع ، ولکن هذه الزيادة غير الطبيعية في الوزن لو استمرت على هذا المعدل لأسابيع متوالية فإن التورم يبدو واضحاً کما يبدأ ضغط الدم في الارتفاع . . إذن فإن مراقبة وزن الحامل يمکن أن يتنبأ مسبقاً بحدوث التورم فيما بعد وهذه الزيادة غير الطبيعية في الوزن مدعاة إلى اتخاذ الاحتياط اللازم لمواجهة هذه الحالة ، وهو الامتناع عن تناول الأطعمة التي تحتوي الملح والأطعمة الدسمة والنشويات والاقتصار على اللحوم الحمراء والخضر والفاکهة . . إن ذلک واحداً من طرق الوقاية من التورم وتسمم الحمل .
ولا يسعنا أن نترک هذا الموضوع دون أن نشير إلى ما يحدث لبعض الحوامل من نقصان في الوزن لا زيادة ، ويکون ذلک عادة بسبب القيء الشديد ، وهي حالة مؤقتة تنتهي مع بداية الشهر الرابع من الحمل وعندها تزداد شهية الحامل للأکل ويبدأ وزنها في الازدياد . . کما أنه في حالات وفاة الجنين داخل الرحم يأخذ وزن الحامل في النقصان ويعود ذلک إلى توقف النشاط الهرموني الذي يصاحب الحمل . . فليس هناک جنين . . إذن ليس هناک هرمونات . . کما يتوقف نشاط غدد الثديين ؛ بل وأکثر من ذلک إن التورم ذاته يختفي . . لأن الحمل في حالة وفاة الجنين يعتبر من الناحية الطبية کأنه لم يکن .
لا بد أن نميز هنا بين نوعين من ارتفاع ضغط الدم ، أولهما ارتفاع ضغط الدم بسبب الحمل وذلک ما يکون غالباً خلال الشهور الثلاثة من الحمل وهذا ما يسمى « بتسمم الحمل » ، أما النوع الثاني فإن ارتفاع ضغط الدم لدى الحامل يکون سابقاً لحدوث الحمل أي إن المرأة يکون ضغطها مرتفعاً فعلاً قبل أن تحمل وقد يعود ذلک إلى التهاب مزمن في الکلى مثلاً .
ومن المعروف أن الحمل الطبيعي لا يرفع
ضغط الحامل عن معدله الطبيعي وهو ١٢٠ / ٨٠ إلا أن تسمم الحمل وهي حالة تحدث بمعدلات کبيرة ففي کل خمسمائة حالة حمل تکون واحدة منهن مصابة بتسمم الحمل ، وهذا المرض يصيب في الغالب الحامل البکرية (أي
التي تحمل لأول مرة) کما أن أعراض المرض المزمن لا تظهر غالباً قبل الشهر السادس من الحمل . . وکما قلنا فإن ارتفاع ضغط الدم لدى الحامل خاصة أثناء الشهور الثلاثة
الأخيرة من الحمل هو أول ـ إن لم يکن أهم ـ عرض لتسمم الحمل إضافة إلى التورم وظهور الزلال في
البول کما قلنا من قبل ، والتورم وحده أمراً طبيعياً طالما لم يصاحبه ارتفاع في
ضغط الدم . . إلا أننا نعود لنکرر أن ارتفاع ضغط الدم لا يعتبر دليلاً على وجود حالة تسمم الحمل
إلا إذا كان ذلك الارتفاع في الضغط طارئاً على الحمل في شهوره الأخيرة ، فإذا کان هذا الارتفاع
في