والحالات الأولى تکثر عند الرجال ، وقد تصيب النساء أحياناً ، ويمکن أن ترافق أعراض هذه الحالات أکثر علامات الاحتقان الدموي : إنها بدانة الرجال ، وقوامها نمو القفص الصدري والعضلات ، واحمرار الوجه والناحية الخلفية من الرقبة ، وميل الضغط إلى الارتفاع ، وتفاقم النشاط الجسماني الخ . . . ويبدو أن خصائصه هي نفسها خصائص المزاج الدموي الأساسية .
أما الحالات الثانية التي يرافقها احتباس الماء والملح ، فتصيب النساء بصورة خاصة : إنها البدانة النسائية ، وقوامها نمو الحوض والفخذين ، ويصحبها عادة انحطاط القوى وشحوب الوجه . ويبدو أن خصائصها هي نفس الخصائص التي يتميز بها المزاج اللمفاوي .
بين الأشخاص البدينين ، أربعة من کل خمسة مفرطون في التغذية . يجب أولاً خفض الکميات الغذائية ، وخاصة الغنية منها بالوحدات الحرارية (المواد الدهنية والسکرية) ، أو تلک التي تساعد على تمثل الغذاء واحتباس الماء في الأنسجة (کالملح) .
ويجب على مثل هؤلاء البدينين الإقلال ما أمکن مع شرب السوائل مع الطعام ، وعليهم بتناول کأس أو اثنين من المياه المعدنية قبل الطعام بنصف ساعة تقريباً : عندئذٍ تکون المعدة فارغة . فتنشط المياه المعدنية عمل الکليتين والکبد ، کما أنها تقوم بعملية غسل شاملة لجميع أعضاء الجسم .
ولکي يتمکن البدين من عدم تلبية جوعه ، عليه بتناول عدة تفاحات في النهار ، خارجاً عن وجبات الطعام . ومن جهة أخرى ، توجد في الصيدليات مستحضرات طبية تلعب دوراً ميکانيکياً في الجهاز الهضمي ، مثل لعاب النبات ، والصمغ ، وبذور لسان الحمل (أو آذان الجدي) والکتان وغيره من النبات ، فهي تقضي على الشعور بالجوع الذي يصعب احتماله على البدين الممنوع من تناول بعض المأکولات .
اکتشف الأطباء أساليب علاجية لتخفيف الشهية ، وهي تعتمد على الأعشاب ، وأشهرها الناردين أو حشيشة الهر ، وتقطف هذه العشبة في الخريف ، ثم تؤخذ جذورها وتجفف ، ثم تنقع بواقع ١٠ غرامات منها في ٢٠٠ غ من الماء البارد لمدة ١٢ ساعة . ويمکن الحصول على هذا الدواء بشکله السائل معبأ في زجاجات سعتها من ١٠ إلى ١٥ غراماً .
وإلى جانب زيادة الصفراء ، فإن هذه
المواد تقضي على الکوليسترول الذي يرکز