للبدين لمرضى المضايقات والآلام النفسية .
لذلک کان من الخير لمرضى البدانة أن يبادروا إلى معالجتها درءاً لأخطارها ومضايقاتها غير أن الأمر الذي يجب توجيه أنظارهم إليه هو ألا يعتمدوا من وصف طريقة العلاج على أنفسهم .
فالرأي السائد بين الغالبية العظمى منهم أن علاج البدانة يتوقف أولاً وأخيراً على الإقلال من کميات الطعام في حين أنه قد يفوتهم أن يدرکوا أن هذه الکميات القليلة يجب انتقائها بحيث تزود الجسم بکل ما يلزمه من عناصر غذائية أساسية .
ولما کان تکرار خلو الطعام من أحد هذه العناصر أو بعضها يعرض البدين للإصابة بأمراض أخرى فمن صالحه أن يلجأ منذ البداية إلى طبيب أخصائي يضع له النظام الغذائي الذي يکفل توافر جميع العناصر الأساسية کما يضمن تکاملها من خلال الوجبات الثلاث من کل يوم وحسب المريض أن يلتزم باتباع هذا الريجيم غير مستجيب لنداء معدته کلما شعر بالجوع أو وقعت عيناه على لون من ألوان الطعام .
وصفوة القول : إننا ننصح مريض البدانة بألا يضع بنفسه لنفسه الريجيم المناسب تارکاً ذلک لذوي الاختصاص من الأطباء ، کما ننصحه بأن ينفذ الريجيم الموضوع له تنفيذاً صارماً لا هوادة فيه .
وسر هذه النصيحة المزدوجة يکمن فيما قد يؤدي إليه الارتجال في وضع الريجيم أو التساهل في تنفيذ من نقص من بعض العناصر الغذائية بالجسم .
وهو أمر ينعکس على صحة البدين في صور شتى ، يعنينا منها في هذا المقام الأول ما ينعکس في صورة أمراض جلدية ، فالنقص الشديد من کمية الطعام قد يؤدي إلى تلون الجلد باللون الغامق ولا سيما من الرقبة وأعلى الصدر والوجه وربما امتد التلون إلى الغشاء المخاطي للفم .
وقد يؤدي کذلک إلى تساقط في شعر الإبطين وجفاف من الجلد وبطء في نمو الأظافر .
ولما کان النقص الشديد من کمية الطعام المطلوبة يقترن غالباً بنقص من بعض ما يحتاج إليه الجسم من فيتامينات هامة فقد لوحظ أن ما يحدث من نقص فيتامين (أ) له أثره في جفاف الجلد . وفي ظهور قشور عليه ، وکذلک من بروز بصيلات الشعر من صورة حبيبات متجاورة .
کما لوحظ أن نقص « فيتامين ب ٢ » قد يتمخص عن تشقق الشفاء وتقرحها وعن معاناة المريض من « حرقان » في الفم واللسان والشفتين ، وقد يعکس جلد الوجه حول الأنف والعينين والأذنين لوناً أحمر مغطى بالقشور يکاد يشبه التهاب البشرة الدهني .