لعنصرين . الفوسفورياستيراز الذي يختزن الشحوم ، والـ A.M.P الدوري الذي يلعب دوراً معکوساً .
أمَّا الحميات والريجيم الصارمة جداً ، فلها عيب آخر يضاف إلى الذي ذکرناه . فهي لا تنطوي على رفع مقدار الأنسولين وحسب ، بل إنه ، عندما تنقص الحريرات بصورة ملموسة ، يبدي الجسم ردة فعل ليدافع عن نفسه لقاء هذا النقص ، بإفراز هورمون يسمى علمياً « T.٣ معکوساً » . ومن شأن هذا الهرمون أن يخفف من سرعة الاستقلاب ، أي عملية استهلاک الطاقة . مثال ذلک : شخص يزن ٧٠ کلغ يحرق حوالي ٧٠ حريرة في الساعة أثناء نومه ، فإذا ما اتبع حمية بالغة الصرامة ، فهو لا يحرق إلا ٤٠ حريرة فقط .
وهذا التباطؤ لا يقتصر على ساعات الراحة وحسب بل يستمر ٢٤ ساعة على ٢٤ ساعة !
وإذا کان مجرد رؤية الطعام تسبب لنا السمنة ، وإذا کان الريجيم الصارم يحول دون نقص وزننا ، فماذا يبقى ؟ يبقى أن نخفف من ردة فعل مرکز الجوع ، مقره في قاع الدماغ Hypotalmus ، ذلک أنه هو أساساً ، المسؤول عن تحرک الأنسولين و « T.٣ الاحتياطي » .
ولتحقيق هذا الهدف ينصح الدکتور أرنال بتناول مهدئات خفيفة . والعلاج لا يتوقف هنا ، بل يجب أن يرافقه إنقاص الطعام بصورة يتم معها تصحيح الأخطاء الغذائية شيئاً فشيئاً ولکن ذلک يجب أن يتم على مراحل تدريجية ، لئلا يعمد « مرکز الجوع » في الدماغ على إطلاق « صفارة الإنذار » .
يقول الدکتور أرنال : « يجب بالدرجة الأولى تجنب الاستغناء الکثيف عن السکريات ومئات الفحم . وإذا ما لاحظت أن مريضاً ما يستهلک کمية کبيرة من الخبز ـ ٣٠٠ غرام مثلاً ـ فإني أطلب إليه إنقاص هذه الکمية إلى ١٥٠ غراماً أو ٢٠٠ غرام ، ووضعه تحت المراقبة » .
فإذا لم يکن ذلک فثمة مستحضرات لمساعدة المريض على التخلص من زيادة وزنه شرط أن يتبع حمية حکيمة ، بخاصة تلک الحبة التي قوامها أحد مشتقات الـ « ثريئيودرو تيرونين Triodo thyronine التي کانت موضع نقاش طويل في آخر مؤتمر عقد في موناکو .
وهذه الحبة ومثيلاتها قد أخضعت لتحارب
عديدة في مستشفيات کثيرة طوال سنوات قبل أن توضع في التداول في الصيدليات ، بصورة خاصة جرت تجربتها على ٤٤٢ امرأة
تراوح أعمارهن بين ١٩ و٧٠ سنة وأوزانهن بين ٤٩ و١١٠ کيلو غرامات . وجاءت النتائج جيدة
جداً في ٢٣.٨% من الحالات (١٤٨ امرأة) ، وجيدة في ٣٧% (١٦٥ امرأة) ، ومتوسط
في ١٥.٨% ،