في الهندية « المندي » وعند العرب « حناء » اشتقاقاً من الخضرة ، وأوراق المندي التي تشبه أوراق الآس بحجمها تقريباً والتي تنمو في البلاد العربية (العراق والکويت وغيرهما) ، وفي شرق وجنوب شرق آسيا ، ولها أنواع کثيرة جداً ، وکلها غنية بالمواد الصباغية والعفصية والعطرية عموماً .
تقطف الأوراق في الصباح عادة وتجفف في الظل . وقديماً کانت تسحق هذه الأوراق بالهاون ثم تعجن بالماء وتطبق على الأيدي أو القدمين أو الرأس مباشرة لساعات فتکتسب هذه المناطق اللون المطلوب ، أما اليوم فتعجن البودرة بالماء الکحولي أو المذيبات العضوية المعروفة لضمان استنزاف کامل الصباغ فيها أو استخلاص العفص أو المواد المطهرة ، ولربما أُضيف إليها النيلة الزرقاء أو شببت بصباغات أخرى للتلاعب بکثافتها اللونية .
وقد تطورت الرسوم من أقمار ودوائر في الماضي إلى أشکال فنية ورسومات جميلة جداً ؛ بل ومعبِّرة في الحاضر . وإذا کنا نرغب في الحديث عن الحناء ليس لإبراز قيمتها التزيينية ، للمرأة وحسب بل لبيان قدراتها الصحية (العلاجية والوقائية) ، وقد لاح لنا شيء من هذا بعدما عرفنا احتواء النبات على بعض المواد الهامة وهو الذي يفسّر لنا سر الحديث النبوي الشريف الذي أمر بالخضاب کمعجزة طبية تضاف إلى سلسلة روائع النبي الطبية النافعة . . .
استخدمها المصريون القدماء ، ونحن لا نزال نتذکر أقوال الأجداد ونصائحهم لاستعمالها عند إصابة الرأس بالفطور أو التشقق وفطور القدمين أو بعض التناذرات الجلدية الأخرى ، وقد أورد السيوطي في کتاب « الرحمة في الطب والحکمة » استطبابات کثيرة للحناء کدواء شعبي فعال وقال بالحرف : « إنها سنة لليدين والرجلين والرأس واللحية وهي تقوّي الباه وتزيد في نور البصر » وتکلم عن فوائدها للبثور والجروح وشقوق القدم والأيدي وتوسف فروة الرأس (القشرة) و . . . غير ذلک .
أظهر التحليل الکيميائي لأوراق الحناء
احتواءها ، إضافة للصباغات ، على مواد أخرى : مرکبات انتراکينونية ، نشاء ، غلوکوزيدات . . وقد تم عزل بعض الزيوت العطرية
والمواد المرّة والعفصية إضافة إلى فلافونول ومواد لعابية مشتقة من (البولي سکاريد)
. کما أنها تحتوي قلويدين هامين جداً من الناحية الطبية بتأثيرهما الفعّال ضد الجراثيم
وهما : الکاسکين Chaskine والإيزوکاسکين Isochaskine مما يجعلنا ندعو الدوائر