وتعود العادة الشهرية التي تأتي للمرأة غالباً کل ٢٨ يوم إلى أن الرحم يستعد کل شهر لأداء واجبه نحو إسکان وإعالة الجنين المنتظر ، لذلک فإن الغشاء الداخلي يزداد سمکاً وليونة کي يستقبل البويضة المخصبة وتزداد أوعيته الدموية امتلاءاً بالدم لتغذية هذه البويضة ؛ فإذا لم يحدث الإخصاب فإن البويضة تضمر وتموت ولا يصبح هناک ضرورة لهذه الاستعدادات أي لا حاجة إلى غشاء الرحم السميک ولا لزيادة في أوعيته الدموية ، لهذا فإن الجسم يطرد کل ذلک إلى الخارج وهذا ما يسمى « بالحيض » وقد يصاحب الحيض الشعور بمغص بالإضافة إلى الإحساس ببعض التغيرات النفسية کالقلق والتوتر والنرفزة العصبية والصداع .
ومن المدهش أن الأعضاء التناسلية تکون لدى الإنسان قبل ولادته إلا أنها تظل معطلة حتى سن البلوغ فتتلقى إشارة من غدة صغيرة يبلغ حجمها حجم حبة الفاصوليا وذات لون زهري ـ رمادي ـ تقع في قاع الجمجمة بالمخ وتسمى الغدة النخامية ، بعد أن تتلقى الأعضاء التناسلية هذه الإشارة والتي تکون على شکل هرمونين أنثويين فإنهما يدفعان بالأعضاء التناسلية إلى مرحلة النضوج .
وأخيراً ، فإن هناک ملاحظة هي في الحقيقة تدهشنا بقدر ما تحيرنا : فالجسم البشري کما قلنا ينمو من انقسام خلية وحيدة ملقحة تتکون من حيوان منوي وبويضة أنثوية . . من هذه الخلية الوحيدة تتخلَّق کل أنسجة الجسم وأعضائه بما تنطوي عليه هذه الأنسجة والأعضاء من تباين واختلاف . . کيف ؟ . . کيف يظهر الجلد والعضلات والقلب والمخ والأعصاب وغير ذلک من خلية وحيدة لا اختلاف فيها ! . هل يعود ذلک إلى الشفرة الوراثية الموجودة في نواة الخلية ؟ .
إن علماء الوراثة يقولون : إن خصائص الجسم وترکيبه يکون « مبرمجاً » داخل نواة الخلية الأم وکأنها « کومبيوتر » مزوَّد بمعلومات سلفاً . قد يفسر هذا الجزء من السؤال . ولکن مع ذلک يبقى السؤال بلا إجابة يطمئن لها العقل والمنطق . . ويبقى أخيراً أن نقول : يا سبحان الله .
مراحل الدورة الشهرية
للدورة الشهرية مراحل أربع : ففي الأسبوع الأول الذي يعقب الحيض تنضج بويضة في أحد المبيضين ، وفي الأسبوع الثاني ، وغالباً في اليوم الحادي عشر والثاني عشر من الدورة الشهرية . . . تنطلق البويضة من المبيض ، دون أن تشعر بانطلاقها أغلب النساء ، بينما يلاحظ بعضهن نُوباً خفيفة ترافق هذا الانطلاق تنتابهن فيما بين الحيضتين ، وفي الأسبوع الثالث ، تسير البويضة في مسالک المرأة التناسلية (المبيض ـ قناتي فالوب ـ الرحم) لتلاقي مصيرها .
فإما أن تلقح فتعشش في الرحم لتکون
خلقاً جديداً وإما أن تذوي وتموت وتخرج کنفاية