والغيبة ، والكذب عليهم ، والنميمة ، وسب المؤمنين ، ومدح من يستحق الذم وبالعكس ،
______________________________________________________
قوله : ( والغيبة ).
هي : بكسر الغين المعجمة ، وحدّها على ما في الأخبار : أن يقول المرء في أخيه ما يكرهه ـ لو سمعه ـ مما فيه (١) ، وكذا ما في حكم القول : من الإشارة باليد وغيرها من الجوارح ، أو التحاكي بفعله أو قوله كمشية الأعرج. وقد يكون بالتعريض ، مثل قول القائل : أنا لا أفعل كذا معرضا بمن يفعله ، ولو قال ذلك فيه بحضوره فتحريمه أغلظ ، وإن كان ظاهرهم أنه ليس غيبة.
وضابط الغيبة : كل فعل يقصد به هتك عرض المؤمن والتفكه به ، أو إضحاك الناس منه. فأما ما كان لغرض صحيح فلا يحرم : كنصيحة المستشير ، والتظلم وسماعه ، والجرح والتعديل ، ورد من ادّعى نسبا ليس له ، والقدح في مقالة أو دعوى باطلة خصوصا في الدين ، وغير ذلك.
ويوجد في كلام بعض الفضلاء : أن من شرطها أن يكون متعلّقها محصورا ، وإلاّ فلا تعد غيبة ، فلو قال عن أهل بلدة غير محصورة ما لو قاله عن شخص واحد مثلا يعد غيبة ، لم يحتسب غيبة.
قوله : ( والكذب عليهم ).
فان الكاذب ملعون ، وعلى المؤمنين أشد ، وعلى الله ورسوله والأئمة عليهمالسلام أعظم. ولو اقتضت المصلحة الكذب وجبت التورية.
قوله : ( وسبّ المؤمنين ).
وذلك بإسناد ما يقتضي نقصه ، مثل الوضيع والناقص ونحو ذلك ، إلاّ لمن يستحق الإهانة ، كما سيجيء في باب القذف.
قوله : ( ومدح من يستحق الذم وبالعكس ).
المراد : مدح من يستحق الذم من الوجه الذي يستحق به الذم ، وكذا
__________________
(١) أمالي الشيخ الطوسي ٢ : ١٥٠.