وليس استتمام غرض النفس كمن كان في حمام ، أو على طعام عذرا. ولو قال : رد على وكيلي فطلب الوكيل فامتنع ضمن ، ولو لم يطلب وتمكن من الرد ففي الضمان إشكال.
______________________________________________________
وديعة الحربي على السلطان العادل ، والمشهور خلافه.
قوله : ( وليس استتمام غرض النفس ـ كمن كان في حمام أو على طعام ـ عذرا ).
لأن أداء الأمانة واجب مضيّق ، فلا يجوز التشاغل عنه بمثل هذه الأشياء ، ومن ذلك صلاة النافلة والفريضة إذا لم يكن في أثنائها ولم يتضيق الوقت ، وهو الذي اختاره في آخر كلامه في التذكرة (١) ، ويجب عليه الذهاب بمجرى العادة. وهذا كله إذا كان الأداء ممكنا ، فمتى أخر حيث لا يجوز له التأخير ضمن.
قوله : ( ولو لم يطلب وتمكّن من الرد ففي الضمان إشكال ).
ينشأ : من أنه قد أمره بالرد فلم يفعل فيضمن ، ومن أن الأمر بالتسليم ليس طلبا للوديعة ، والحق أن يقال : إنّ طلب الرد على الوكيل مثل طلب الرد على المالك ، لأن يده يد المالك والتسليم إليه تسليم إلى المالك ، فالأمر به يقتضي عزل المستودع ، فيجب الرد معه على الفور.
نعم لا يجب عليه حمل الوديعة إليه ، بل يجب عليه التخلية ، فإن كان المراد من الرد في قول المصنف : ( وتمكن من الرد ) التخلية فلا معنى للإشكال في الضمان حينئذ ، بل يجب القول بالضمان قطعا ، وإن كان المراد ( به حملها إلى الوكيل فلا وجه له أيضا ، إذ لا يجب عليه ذلك ، وإن كان المراد ) (٢) بالرد وجوب الإعلام للوكيل ـ لو لم يكن قد علم بأمر المالك وإظهار
__________________
(١) التذكرة ٢ : ٢٠٦.
(٢) ما بين القوسين لم يرد في « م ».