المقصد الثاني : في العارية : وفيه فصلان :
الأول : في الأركان : وهي خمسة :
أ : العقد : وهو كل لفظ دل على تسويغ الانتفاع بالعين مع بقائها مطلقا أو مدة معيّنة ، وثمرته التبرع بالمنفعة ،
______________________________________________________
قوله : ( المقصد الثاني : في العارية ).
هي بتشديد الياء ، كأنها منسوبة إلى العار ، لأن طلبها عار ، قال صاحب الصحاح (١). وقال غيره (٢) : منسوبة إلى العارة ، وهي مصدر. وقيل : مأخوذة من عار يعير ، أي : جاء وذهب ، ومنه قيل للبطال : عيار لتردده في بطالته ، فسميت عارية لتحولها من يد إلى يد. وقيل : إنها مأخوذة من التعاور والاعتوار ، وهو تداول الشيء بين القوم ، وعن غريب الخطائي : أن لغة الغالبة العارية ، وقد تخفف.
قوله : ( وفيه فصلان : الأول في الأركان ، وهي خمسة : الأول العقد ، وهو : كل لفظ دل على تسويغ الانتفاع بالعين مع بقائها مطلقا أو مدة معينة ، وثمرته التبرع بالمنفعة ).
قيل عليه : إن كان قوله : ( وثمرته التبرع بالمنفعة ) جزء التعريف انتقض في عكسه بأعرتك حماري لتعيرني فرسك ، وإلا انتقض في طرده بالإجارة.
ويمكن أن يجاب : بكونه جزءا ولا يرد ما ذكره ، لأن هذا الفرد من العارية مقتضاه التبرع ، وإنما جاء العوض من أمر زائد على العقد وهو الشرط ، فإنه عقد مع شرط.
ونقض بالسكنى ، والحبس ، والعمرى ، والوصية بالمنفعة.
__________________
(١) الصحاح ( عور ) ٢ : ٧٦١.
(٢) وهو الأزهري كما في لسان العرب ( عور ) ٤ : ٦١٩.