ولو رفعه فكذلك ، وتقديره ، شيء هو درهم ، فجعل الدرهم بدلا من كذا.
ولو جره لزمه جزء درهم ، ويرجع إليه في تفسيره ، والتقدير : جزء درهم ، وكذا كناية عنه ، وقيل : يلزمه مائة.
______________________________________________________
بأن قال : كذا درهما لزمه درهم ، ونصبه على التمييز كما لو قال : شيء درهما. وحكى في التذكرة عن بعض الكوفيين أنّه منصوب على القطع ، فكأنه قطع ما ابتداء به وأقر بدرهم (١).
والقول بلزوم عشرين قول الشيخ رحمهالله (٢) ، لأن أقل عدد مفرد ينصب مميزه عشرون ، إذ فوقه ثلاثون فصاعدا فيحمل على الأقل. ويشكل بأن شغل الذمة بعشرين مع إمكان أن يراد بكذا واحدا يقتضي التمسك بمجرد الاحتمال ، ولا أثر لموازنة المبهمات المبينات باعتبار القوانين النحوية : أما أولا فلعدم العلم بكون ذلك مستفادا من اللفظ بوضعه له ، وأما ثانيا فلأن العرف الخاص لا ينظر اليه ، وإنما ينظر الى ما يتفاهمه أهل العرف العام ويجري في محاوراتهم ، فالأصح هو الأول.
قوله : ( ولو رفعه فكذلك ، وتقديره : شيء هو درهم ، فجعل الدرهم بدلا من كذا ، ولو جره لزمه جزء درهم ويرجع إليه في تفسيره ، والتقدير : جزء درهم وكذا كناية عنه ، وقيل : يلزمه مائة ).
أي : لو رفع الدرهم المفسر به كذا فكذلك ، أي : لزمه درهم ، نقل المصنف على ذلك الإجماع في التذكرة (٣).
لكن قوله : ( وتقديره شيء هو درهم ) فجعل الدرهم بدلا من كذا لعله يريد
__________________
(١) التذكرة ٢ : ١٥٣.
(٢) المبسوط ٣ : ١٣.
(٣) التذكرة ٢ : ١٥٣.