وتحارزت عيونه ، وانتفخت أوداجه ، ونظر شزار ، واستشاط غيظاً ، وضاق ذرعاً ولم يعلم أن أئمته وشيوخه يردون الصلوة على من دعى عليه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وذكر عماد الدين أبو الفداء اسماعيل في كتابه المسمى بالمختصر من أخبار البشر : انه لما بلغ عائشة قتل أخيها محمد جزعت عليه وقنتت في دبر كلّ صلاة تدعو على معاوية وعمرو بن العاص (١).
وروى الحاكم في المستدرك حديثاً صحيحاً يتضمن لعن عائشة على عمرو بن العاص!
فاخرج بسنده عن مسروق أنه ذكر عند عائشة أن علياً قتل ذا الثدية فقالت لي : اذا أنت قدمت الكوفة فاكتب لي ناساً ممن شهد ذلك ممن تعرف من أهل البلد فلما قدمت وجدت الناس أشياعاً.
فكتبت لها من كلّ شيع عشرة ممن شهد ذلك ، قال : فأتيتها بشهادتهم ، فقالت : لعن الله عمرو بن العاص فانه زعم لي انه قتله بمصر ، قال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه (٢).
وفي كثير من الكتب أنه يؤلّب على عثمان ويفسد الأمر عليه ، ذكر صاحب الاستيعاب في ترجمة عبداللّه بن أبي سرح انه لما ولاّه ايّاه يعني مصراً عثمان وعزل عنها عمرو بن العاص يطعن على عثمان ويؤلّب عليه ويسعى في فساد أمره ، فلما بلغه قتل عثمان وكان معتزلاً بفلسطين قال : اني اذا نكأت قرحة أدميتها أو نحو ذلك.
__________________
١. تاريخ أبي الفداء ١ : ٢٤٩.
٢. المستدرك ٤ : ١٤ رقم ٢٣٤٢ ـ ٦٧٤٤.