ولو اوصى للقرّاء فهو لمن يحفظ جميع القرآن ، والأقرب عدم اشتراط الحفظ على ظهر القلب.
______________________________________________________
قوله : ( ولو أوصى للقرّاء فهو لمن يحفظ جميع القرآن ، والأقرب عدم اشتراط الحفظ عن ظهر القلب ).
في تفسير القارئ بمن يحفظ جميع القرآن مناقشة ، لأن القارئ هو من يحسن قراءة القرآن ، كما أن النحوي هو من يحسن علم النحو وإن لم يحفظه ، وكذا غيره ، لأن المشتق منه يصدق من دون الحفظ ، وللإطباق على الفرق بين القارئ والحافظ ، فإن الأول أعم مطلقا.
ثم في قول المصنف : ( والأقرب عدم اشتراط الحفظ عن ظهر القلب ) بعد قوله : ( فهو لمن يحفظ جميع القرآن ) مناقشة أخرى ، فإن المفهوم من الحافظ لجميع القرآن هو من يحفظه عن ظهر القلب ليس إلاّ. نعم ، لا بد في صدق القارئ من الاستقلال بقراءة جميع القرآن ، نظرا إلى العرف.
قال المصنف في التذكرة : ( ولو اوصى للقرّاء انصرف إلى من يقرأ جميع القرآن ، لا إلى من يقرأ بعضه ، عملا بالعرف ، فإنه لا يفهم منه إلاّ الكل ، لأنهم الذين يقع عليهم الاسم في العادة. قال : وهل يدخل فيه من لا يحفظه وإنما يقرأ من المصحف؟ إشكال ينشأ من معارضة العرف للوضع (١).
وللشافعية وجهان (٢) ، والأقرب الرجوع إلى العرف ، وهو الآن ينصرف إلى الحفّاظ الذين يقرؤون بالألحان ، فظاهره اشتراط الحفظ عن ظهر القلب ، واختاره في التحرير (٣) ، وشيخنا الشهيد في الدروس (٤) ، وهو بعيد. ثم قال : إنه من حيث الوضع
__________________
(١) التذكرة ٢ : ٤٦٩.
(٢) المجموع ١٥ : ٤٦١.
(٣) التحرير : ٣٠٢.
(٤) الدروس : ٢٤٤.