والعلماء ينزّل على العلماء بعلوم الشريعة ، فيدخل التفسير والحديث والفقه ، ولا يدخل سامع الحديث إذا لم يعلم طريقه ، ولا الأطباء ، ولا المنجمون ، ولا المعبّرون ، ولا الأدباء.
______________________________________________________
لا يشترط في إطلاق اللفظ الحفظ ، ولا قراءة جميع القرآن (١) ، وما ذكره صحيح.
قوله : ( والعلماء ينزّل على العلماء بعلوم الشريعة ، فيدخل التفسير والحديث والفقه ، ولا يدخل سامع الحديث إذا لم يعلم طريقه ، ولا الأطباء ، ولا المعبّرون ، ولا المنجّمون ولا الأدباء ).
إذا أوصى للعلماء أو لأهل العلم صرف إلى العلماء بعلوم الشريعة ، صرّح به المصنف وغيره ، ويدخل في ذلك من يعلم الفقه والحديث والتفسير.
ولا يدخل سامع الحديث الذي لا علم له بطرقه ، ولا بأسامي الرواة ولا بمتن الأحاديث ، فإنّ السماع المجرد ليس بعلم. وكذا لا يدخل فيه الأطباء ، ولا المعبّرون ، ولا المنجّمون ، ولا الأدباء ولا الحسّاب ، ولا المهندسون ، لعدم فهمهم من العلماء عند أهل الشرع.
قال المصنف في التذكرة : وهكذا ذكر أكثرهم في المتكلمين ، قال : وقال بعضهم : إنّ علم الكلام داخل في العلوم الشرعية ، ثم قال : والوجه دخول الجميع فيه ، وفي المنجّم اشكال (٢). وقال الشهيد في الدروس : وفي الأدباء وجه ، لتوقف علم الشريعة عليها (٣).
ولم أظفر بكلام لهم في الأصول ، وينبغي دخوله بطريق أولى ، لأنه من علوم الشرع في الحقيقة ، وهو أساس الفقه ومبناه ومباحثه قواعد مسائله. ولعل سكوتهم عنه
__________________
(١) التذكرة ٢ : ٤٦٩.
(٢) التذكرة ٢ : ٤٦٩.
(٣) الدروس : ٢٤٤.