ولو اوصى لأهل فلان فهو لزوجته ، ويحتمل من تلزمه نفقته.
______________________________________________________
بيت لا تحل لنا الصدقة » (١). لكن في كون ذلك حقيقة اللفظ تردد ، فقد اضطرب كلام العامة في تفسير أهل بيت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأطبق أصحابنا وجمع من العامة على انهم علي وفاطمة وابناهما عليهمالسلام ، ولو كان لهذا اللفظ معنى هو حقيقة لما وقع هذا الاختلاف والاضطراب ، إلاّ أن يقال : إنّ هذا هو معنى اللفظ لغة ، وأهل بيته عليهمالسلام اختصوا بالنص عليهم.
وينبغي أن يقال : إن كان عرف الموصي يقتضي معنى أخر وجب المصير إليه ، لأن الظاهر انه إنما يريد بلفظه ما يتعارف بينهم ، ولا خفاء في أنه إذا دلت القرينة على شيء وجب المصير إليه.
قوله : ( ولو أوصى لأهل فلان فهو لزوجته ، ويحتمل من تلزمه نفقته ).
الشائع بين أهل اللغة أن أهل الرجل مع قطعه عن لفظ البيت زوجته ، قال الله تعالى حكاية عن موسى عليهالسلام( قالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا ) (٢). وقال الزمخشري في الأساس : أهل الرجل أهولا وتأهل وتزوج رجل أهل ، وفي الحديث : انه اعطى العزب حظا وأعطى الأهل حظين (٣) ، مع أن أول كلامه يدل على استعماله في غيرها. ويحتمل أن يراد به : من تلزمه نفقته لقوله تعالى ( فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ ) (٤) ، والمراد من كان في عياله.
كذا قيل وفيه نظر ، إذ لا دلالة في الآية على أن الأهل من وجبت نفقته ، وفسره في الكشاف بمن يختص به من ذويه أو من المؤمنين (٥). قال في التذكرة : فعلى الأول لو
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ٢٩ حديث ٣٢.
(٢) القصص : ٢٩.
(٣) أساس البلاغة : ١١.
(٤) الأعراف : ٨٣ ، النمل : ٥٧.
(٥) الكشاف ٢ : ٩٣.