مقدمة الأستاذ المحقق محمود الشهابي
الخراساني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين. والصلاة على رسوله وعلى آله الطاهرين.
ـ ١ ـ
كان الناس أمة واحدة وفي غمرات من الجهالة والضلالة ، فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين ، وانزل معهم الكتاب واصطفى لهم الدين ، وأكمل عليهم الرحمة والهدى ، فأرسل رسله تترى واتبع بعضهم بعضا.
تلك الرسل وان لم يفرق الله بين أحد منهم في أصل الرسالة ، لكنه فضل بعضهم على بعض بما آتاهم من الكمال في الشريعة حتى جاء بأفضلهم فرقا وجمعا وأشرفهم أصلا وفرعا وأكملهم دينا وشرعا. فختم بارساله دور النبوة والرسالة. وحتم على كافة الناس اتباعه إلى يوم القيمة. وأرسله شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله باذنه وسراجا منيرا.
وأشار إلى هذا الختم والا تمام بالحصر في قوله تعالى : « ان الدين عند الله الاسلام » بل صرح بذلك وأكده بالتأبيد حيث قال عزوجل : « ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين » (١).
__________________
١ ـ آل عمران : ٨٥