الطرف الثاني : مقابله ، وهو ما له حكم الصحة كوجع العين والضرس ، وحمى يوم ، والفالج والسل المستمر لتطاول زمانهما فهذا ليس بمخوف.
______________________________________________________
بعض الأحوال إلحاقه بهم في جميعها ، وهذا أقوى ، وهو الذي رجحه في التذكرة (١)
قوله : ( وحمّى يوم ، والفالج ، والسل المستمر ، لتطاول زمانهما ).
الحمى إذا أطبقت ولازمت يوما ويومين فليست بمخوفة ، على ما ذكره المصنف في أول كلامه في التذكرة ، وقال : إن الشيخ مال إليه (٢) ، فإن دامت صارت مخوفة ، لما فيها من أضعاف القوة ، وكان تصرفه في اليومين الأولين ماضيا.
والفالج استرخاء لأحد شقي البدن ، لانصباب خلط بلغمي تنسد منه مسالك الروح ، قاله في القاموس (٣).
والسل داء يصيب الرية ويأخذ البدن منه في النقصان والاصفرار ، قاله في التذكرة ، وفيه قولان :
أحدهما : انه لا يكون مخوّفا لا في أوله ولا في آخره ، لأن السل وإن لم يسلم منه صاحبه غالبا ، فإنه لا يخشى منه الموت عاجلا ، فيكون بمنزلة الشيخوخة والهرم.
والثاني : انه في انتهائه مخوّف وفي ابتدائه غير مخوف ، لأن مدته تتطاول ، فابتداؤه لا يخاف منه الموت عاجلا فإذا انتهى خيف ، وقال آخرون ابتداؤه مخوف ، فإذا استمر لم يكن مخوفا (٤)
هذا كلامه ، والقول الأخير هو مختاره في هذا الكتاب ، ولا وجه لهذا الخلاف بين
__________________
(١) التذكرة ٢ : ٥٢٢.
(٢) التذكرة ٢ : ٥٢٢.
(٣) القاموس المحيط ١ : ٢١١ ( فلج ).
(٤) التذكرة ٢ : ٥٢٣.