عنها (١). إلا أن أخبار طهارة بول الطير وخرئه. من غير معارض من الأخبار ـ لما عرفت من عدم ثبوت بول له ، وعدم دلالة ما فيه ذكر الخرء ـ تنفيها (٢) ، فإن ثبت الإِجماع عليها ، وإلا فالأصل يقتضي الطهارة.
المسألة الخامسة : ومن المأكول اللحم : الدواب الثلاث ، فأبوالها وأرواثها طاهرة ، وفاقاً للمعظم ، ومنهم : الشيخ في المبسوط والتهذيب ، بل في غير النهاية (٣) ، كما في الذخيرة (٤) ، وفيه : أن عليها اتفاق من عدا الإِسكافي ، وفي المعتبر : أن عليها عامة الأصحاب (٥). بل عليها الإِجماع المحقق لندور (٦) المخالف.
وهو الحجة عليها ؛ مضافاً إلى ما مر من الأصل ، والاستصحاب ، وعمومات طهر ما يؤكل.
واحتمال إرادة ما يعتاد أكله ، أو جعله الله للأكل ؛ حيث إن المراد منه معناه المجازي قطعاً ، وهو كما يمكن أن يكون ما من شأنه ، أو يجوز أن يؤكل شرعاً ، يمكن أن يكون أحد المعنيين ، بل الأخير هو المستفاد من بعض الأخبار (٧) ، المؤكد بأخبار اُخر (٨) ، عاطفةٍ لما يؤكل على هذه الدواب ـ مدفوع : برواية المختلف المتقدمة (٩) ، وعدم دلالة ما أشار إليه من الأخبار على أن مراد الإِمام مما يؤكل
__________________
(١) التذكرة ١ : ٦ ، التنقيح ١ : ١٤٦.
(٢) في « ح » و « ق » : بنفسها وفي « هـ » : بنفيها ، والظاهر انهما تصحيف لما أثبتناه ، والضمير راجع الى النجاسة ، والجملة خبر لقوله : ان أخبار طهارة ...
(٣) المبسوط ١ : ٣٦ ، التهذيب ١ : ٢٦٥ ، الجمل والعقود (الرسائل العشر) : ١٧١.
(٤) الذخيرة : ١٤٥.
(٥) المعتبر ١ : ٤١٣.
(٦) في « ق » : لندرة.
(٧) كرواية زرارة المروية في تفسير العياشي ٢ : ٢٥٥ / ٦ وراجع الحدائق ٥ : ٢٧.
(٨) كصحيحة البصري الآتية في ص ١٥١.
(٩) ص ١٣٨.