وهل يشترط في عدم انفعاله تساوي سطوحه الظاهرة ؟ أم يكفي الاتصال مطلقا ؟ أو مع الانحدار خاصّة دون التسنّم ؟ أو في تقوّي الأسفل بالأعلى دون العكس ؟
الأظهر الثاني ، وهو صريح الروض (١) وظاهر الأكثر ، كما فيه وفي اللوامع ؛ للأصل ، وعمومات طهارة الكرّ ، السالمين عمّا يصلح للمعارضة ، لعدم عموم في أكثر أدلّة انفعال القليل ، لاختصاصه بصور مخصوصة ليس المورد منها ، وظهور ما لم يكن كذلك في غير ذلك.
وجعل عمومات الكرّ مختصّة بما لم يحتمل العهد ، لعدم كون عمومها وضعيّاً ، من حيث ورودها بلفظ المفرد المحلّى ، وتقدّم السؤال عن الماء المجتمع عهد (٢). مدفوع : بمنع عدم كون عموم المفرد وضعيّاً أوّلاً ، ومنع تقدّم السؤال في الجميع ثانياً ، ومنع كون المسؤول عنه متساوي السطوح ثالثاً ، وجريان مثله في طرف النجاسة فيختصّ بغير متّصل بالكرّ وينفى في المتّصل بالأصل رابعاً.
للأول ـ وهو لبعض المتأخرين (٣) ـ : ظهور اعتبار الاجتماع في الماء ، وصدق الوحدة والكثرة عليه من أكثر الأخبار المتضمّنة لحكم الكرّ (٤) اشتراطاً أو كمّيّةً ، وتطرّق النظر إلى ذلك مع عدم المساواة.
والجواب أولاً : أنّ هذا الظهور ليس ظهوراً بعنوان الاشتراط ، وإنّما هو ناشٍ من كون المورد كذلك ، وهو لا ينافي العموم.
وثانياً : أنّ اللازم منه اعتبار صدق الاجتماع العرفيّ دون المساواة ، فإنّه ليس دائراً مدارها ، بل قد يتحقّق مع الاختلاف ، كما قد ينتفي مع المساواة كالغديرين المتّصلين باُنبوبة ضيّقة ممتدّة.
__________________
(١) الروض : ١٣٥.
(٢) كما في المعالم : ١٢.
(٣) المعالم : ١٢.
(٤) الوسائل ١ : ١٥٨ ، ١٦٤ أبواب الماء المطلق ب ٩ ، ١٠.