٢٥ ـ مؤلّف نسمات الأسحار قال في كتابه (١) : ( ومحسناً أسقطته سقطاً ).
هذه أسماء الذين ذكروا أنّ المحسن كان سقطاً ، فوقفت على أسمائهم فعلاً ، ولا شك أنّه قد فاتني الكثير غيرهم ، كما لم أذكر معهم من مؤرخي القدامى كالمسعودي واليعقوبي وابن أعثم لعدّهم أو بعضهم من الشيعة ، وان اعتمدهم أو بعضهم غير واحد من السنة كالذهبي وابن حجر في مقامات أخرى.
وإذا أمعنّا النظر في أعداد الأصناف الثلاثة نجدها جميعاً ناهزت المائة ، لأنّ رجال الفصل الأول كانوا أربعين ، ورجال الفصل الثاني نيّفوا على الثلاثين ، ورجال الفصل الثالث كانوا خمساً وعشرين ، وكلهم من رجال السنّة ، ولا يتطرق الريب إلى اتهامهم بالرفض جميعاً وممالاة الشيعة.
وإذا قارنّا بين أعداد الفصول ، فنجد الفصل الأول فاق الفصلين الثاني والثالث ، ولمّا كان في مصادره ذكر المحسن فقط ، ولم تفصح عن موته فهل مات صغيراً كما في مصادر الفصل الثاني ؟ أو مات سقطاً كما هو في مصادر الفصل الثالث ؟ فحينئذٍ لا تعارض بينها.
ومرّت بنا في مصادر الفصل الثاني بعض المؤشرات التي تدل على تعمد الابهام والايهام ، كما سبق أن أشرنا إلى ذلك تعقيباً على ما قاله البلاذري والبري التلمساني ، وما قاله ابن حزم ، مما يجعلنا في ريبة من صدق قول الآخرين ، بل تعمّدهم كتمان الحقيقة في موت المحسن السبط وأنّه السقط ، كما جاء في مصادر الفصل الثالث.
ونحن إذا قرأنا تاريخ سيدة النساء فاطمة الزهراء عليهاالسلام في أخريات أيام النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وما جرى لها من حديث معه في مرضه الذي توفي فيه ، نجد مؤشراً
_____________________
١ ـ نسمات الاسحار : ١٠٩.