إنّا سنختار بعون الله ـ وهو من وراء القصد ـ مجموعة من مشاهير المحدّثين والمورّخين ، بدءاً من القرن الثاني وانتهاء بالقرن العاشر الهجري ، ومروراً فيما بينهما من قرون ، ونختار من مؤلّف كلّ منهم نصّاً أو أكثر ممّا يدين السلف الجاني بسوء ما صنعوا ، ومن المتوقع أن تفح أفاعي النواصب ، إذ لا ترضى بكشف ما جهدوا على ستره بحجة : ذلك أمر حدث وانتهى دوره ، فلا حاجة إلى إعادة ذكره ونشر خبره ، وهذه نغمة قيلت ولا تزال تقال لإخفاء الحقائق وحجبها عن أجيال المسلمين ، لتُنسى ثم تُمحى من الذاكرة ، وفي هذا بلاء عظيم ، وسيأتي مزيد عن هذا في مواقف علماء التبرير.
والآن إلى معرفة المصنّفين الّذين سننقل النصوص من كتبهم :
١ ـ محمّد بن إسحاق بن يسار صاحب المغازي ( ت ١٥٢ هـ ) ، قال فيه شعبة : محمّد بن إسحاق أمير المؤمنين في الحديث (١) ، وقال : لو كان لي سلطان لأمّرت ابن إسحاق على المحدّثين (٢).
وقال يحيى بن معين وقد سئل عنه فقال : ليس هو عندي بذاك ولم يثبته وضعّفه ، ولم يضعفه جداً ، فقيل له : ففي نفسك من صدقه شيء ؟ قال : لا ، كان صدوقاً (٣).
_____________________
١ ـ الكامل لابن عدي ٦ : ١٠٧.
٢ ـ المصدر نفسه.
٣ ـ المصدر نفسه ٦ : ١٠٦.