٤ ـ عبد الملك بن هشام الحميري ( ت ٢١٨ هـ ) ، صاحب السيرة المعروفة باسمه ( سيرة ابن هشام ) ، ولو حقّقنا في صحة تلك النسبة ، لرأينا الأولى أن تسمى بسيرة ابن إسحاق برواية ابن هشام ، أو باختصار ابن هشام ، ولم يكن بمستوى جرأة ابن إسحاق في ذكر الأحداث بأمانة ، فمثلاً ذكر ابن إسحاق اسم العباس مع جيش قريش الكفار في واقعة بدر وأسر المسلمين إياه ، فجاء ابن هشام فحذف الخبر خوفاً من العباسيين.
وحسبنا اعترافه بذلك حيث قال : « ... وتارك بعض ما يذكره ابن إسحاق في هذا الكتاب مما ليس لرسول الله صلىاللهعليهوسلم فيه ذكر ، ولانزل فيه من القرآن شيء ... وأشياء يشنع الحديث به وبعض يسوء بعض الناس ذكره ... ».
ومهما تكن المؤاخذة عليه في ذلك ، فقد حفظ لنا الكثير من سيرة ابن إسحاق ، وكاد الناس ينسون معه مؤلف السيرة الأولى محمّد بن إسحاق ، وفي هذا فضل كبير.
٥ ـ محمّد بن سعد كاتب الواقدي ( ت ٢٣٠ ـ ٢٣١ هـ ) ، صاحب كتاب الطبقات الكبير ، وهذا أثنى عليه غير واحد ، بدءاً من قول تلميذه الحسين بن فهم : كان كثير العلم ، كثير الحديث والرواية ، كثير الكتب. ومروراً بقول ابن النديم : كان عالماً بأخبار الصحابة والتابعين ، وكان ثقة مستوراً (١) ، وقول الخطيب البغدادي : كان من أهل العلم والفضل (٢).
وقول ابن خلكان : وكان صدوقاً ثقة (٣) ، وقول ابن حجر : وأحد الحفاظ الكبار والثقات المتبحرين (٤). وأخيراً فلي دراسة وافية عنه وعن كتابه الطبقات والنصوص الضائعة منها عسى أن تسنح لي الفرصة بنشرها.
_____________________
١ ـ الفهرست : ١١١.
٢ ـ تاريخ بغداد ٥ : ٣٢١.
٣ ـ وفيات الأعيان ٤ : ٣٥١.
٤ ـ تهذيب التهذيب ٩ : ١٨٢.