وللعلماء حول كلمته هذه نقد وردّ وتوجيه ، حفاظاً على مكانة الصحاح خصوصاً صحيح البخاري الذي قالوا عنه أنّه أصح كتاب بعد كتاب الله ، وقد وردت فيه أحاديث لم يذكرها أحمد في مسنده ، وهكذا طال النقاش بين الأخذ والرد حول الموضوع ، وذكرته في البحث عن حديث الثقلين وعملية الانقضاض عليه.
٨ ـ محمّد بن اسماعيل البخاري ( ت ٢٥٦ هـ ) ، صاحب الجامع الصحيح ، ذكر له ابن حجر في آخر هدى الساري (١) ترجمة مفصلة فيها كثير من المزايدات حتى الرؤى والأحلام ، وفيها من الغلو المرذول نحو قول من يقول : ( محمّد بن إسماعيل إمام فمن لم يجعله إماماً فاتهمه ) ومن يقول : ( عندي لو أنّ أهل الاسلام اجتمعوا على أن يصيبوا آخر مثل محمّد بن إسماعيل لما قدروا عليه ).
إلى آخر ما ذكره ابن حجر من أقوال أبناء الحلال ، لكنّه لم يذكر ما ذكره الآخرون من عده في المدلسين ، وأخيراً إخراجه من بخارى لفتياه في الرضاع التي لم يوافقه عليها أحد من علماء المسلمين ، وهي نشر الحرمة بين من شرب ألبان البهائم ، فراجع بشأنها المبسوط للسرخسي الحنفي (٢).
٩ ـ مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري ( ت ٢٦١ هـ ) ، صاحب الصحيح ( أحد الأئمة الحفاظ ، وأعلام المحدثين ، رحل إلى الحجاز والعراق والشام ومصر ، وسمع يحيى بن يحيى النيسابوري ، وأحمد بن حنبل ، وإسحاق بن راهويه ، وروى عنه الترمذي ، وكان من الثقات ).
وقال الحافظ أبو عليّ النيسابوري : ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم في علم الحديث ، وقال الخطيب البغدادي : فكان مسلم يناضل عن البخاري حتى أوحش ما بينه وبين محمّد بن يحيى الذهلي بسببه (٣).
_____________________
١ ـ هدى الساري ٢ : ٢٥٠ ـ ٢٦٦.
٢ ـ المبسوط للسرخسي ٥ : ١٣٩ ـ ١٤٠ و ٣٠ : ٢٩٧.
٣ ـ وفيات الأعيان ٥ : ١٩٣.