١٠ ـ عمر بن شبّة ( ت ٢٦٢ هـ ) ، البصري النحوي الأخباري ، نزيل بغداد ، روى عن أبيه وجماعة منهم الأصمعي وأبي زيد الأنصاري ، وروى عنه ابن ماجة ، والبلاذري ، وابن أبي الدنيا ، وثعلب ، وأحمد بن عبد العزيز الجوهري وآخرون ، قال ابن أبي حاتم : كتبت عنه مع أبي وهو صدوق صاحب عربية وأدب ، قال الدارقطني : ثقة.
وذكره ابن حبان في الثقات وقال : مستقيم الحديث ، وكان صاحب أدب وشعر وأخبار ومعرفة بأيام الناس.
وقال الخطيب : كان ثقة ، عالماً بالسير وأيام الناس ، وله تصانيف كثيرة ، وكان قد نزل في آخر عمره سر من رأى وتوفي بها.
ثم ذكر امتحانه بسر من رأى في مسألة خلق القرآن ، فقال أبو علي الغزي : امتحن عمر بن شبّه بسرّ من رأى بحضرتي فقال : القرآن كلام الله ليس بمخلوق ، فقالوا له : فتقول من وقف فهو كافر ؟ فقال : لا أكفّر أحداً ، فقالوا له : أنت كافر ومزقوا كتبه ، فلزم بيته وحلف أن لا يحدث شهراً ، وكان ذلك حدثان قدومه من بغداد بعد الفتنة ، فكنت ألزمه أكتب عنه ، وما امتنع مني من جميع ما أسأله ، فأنشدني قصيدة له أنشدها في محنته :
لما رأيت العلم ولّى ودَبَر |
|
وقام بالحمل خطيب فهمَر |
لزمت بيتي معلناً ومستتَر |
|
مخاطباً خير الورى لمن غَبر |
أعني النبي المصطفى على البشر |
|
والثاني الصدّيق والتالي عمر |
ومن اردت من مصابيح زُهَر |
|
مثل النجوم قد أطافت بالقمر |
إلى آخر شعره ولم يسمّ فيها عثمان ولا علي ، وحمل فيه على أهل الحديث الذين سبّبوا له المحنة ، وهذا يحكي جانباً من تاريخ سرّ من رأى في ذلك العهد والحالة الاجتماعية المتردية.