ومن تآليفه ( أحاديث غدير خم في مجلدين ) رآه ابن كثير ، ونصّ عليه غيره باسم كتاب ( الولاية ) فهذا ما قرأناه عنه ولم نعلم أين استقر به الثوى.
١٤ ـ ابن عبد ربه الأندلسي ( ت ٣٢٨ هـ ) ، هو أحمد بن محمّد بن عبد ربه الأندلسي ، قال ابن خلكان في وفيات الأعيان (١) : ( كان من العلماء المكثرين من المحفوظات والاطلاع على أخبار الناس ، وصنّف كتابه العقد ، وهو من الكتب الممتعة ، حوى من كلّ شيء ... ).
وترجمه الذهبي في جملة من كتبه ، فله ترجمة في سير أعلام النبلاء (٢) ، كما أثنى عليه في العبر وغيره وقال : ( وكان موثقاً نبيلاً بليغاً شاعراً ، عاش ٨٢ سنة وتوفي سنة ٣٢٨ هـ ).
أقول : ومن المؤاخذات على الذهبي وعلى غيره ممّن ترجم لابن عبد ربه ، إغضاؤهم عن نصبه ، فلم يذكروا ـ ولو على نحو الاشارة ـ إلى ذلك ، فقد كان ناصبياً معلناً ذلك في ارجوزته في الخلفاء ، حيث ذكر الثلاثة ثم ربّع بمعاوية ، ولم يذكر الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، ولا الإمام الحسن عليهالسلام ، وذلك ما حدا بالقاضي منذر بن سعيد أن يغضب فيسب ابن عبد ربه.
فقد روى المقري في نفح الطيب (٣) نقلاً عن كتاب التكملة لابن الأبار (٤) بسنده عن أبي عبيد القاسم بن خلف الجبيري الفقيد الطرطوشي قال : نزل القاضي منذر بن سعيد على أبي بطرطوشة ، وهو يومئذٍ يتولّى القضاء في الثغور الشرقية ... فأنزله أبي في بيته الذي يسكنه ، فكان إذا تفرغ نظر في كتب أبي ، فمر
_____________________
١ ـ وفيات الأعيان ١ : ١١٠.
٢ ـ سير أعلام النبلاء ١٥ : ٢٨٣.
٣ ـ نفح الطيب ٣ : ٢٦٦ ـ ٢٦٧.
٤ ـ التكملة ١ : ٢٩٣.