على يديه كتاب ( ارجوزة ابن عبد ربه ) يذكر فيه الخلفاء ويجعل معاوية رابعهم ، ولم يذكر علياً فيهم ، ثم وصل بذكر الخلفاء من بني مروان إلى عبد الرحمن بن محمّد ، فلما رأى ذلك منذر غضب وسبّ ابن عبد ربّه ، وكتب في حاشية الكتاب :
أو عليّ لا برحت ملعّناً |
|
يابن الخبيثة عندكم بإمام |
رب الكساء وخير آل محمّد |
|
داني الولاء مقدّم الإسلام |
قال أبو عبيد : والأبيات بخطه في حاشية كتب أبي إلى الساعة.
أقول : وقد ذكر ابن عبد ربه في آخر الجزء الرابع من العقد ( بتصحيح أحمد أمين وأحمد الزين وإبراهيم الأبياري ) أرجوزته في فتوحات عبد الرحمن بن محمّد الأموي ، وهذه غير تلك التي رآها القاضي منذر بن سعيد وكتب في حاشيتها ما تقدم.
ومع نصبه فقد ذكر ما سيأتي نصاً فيه الإدانة لرموز الخيانة جاء فيه : ( وأما عليّ والعباس والزبير ، فقعدوا في بيت فاطمة حتى بعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطاب ليخرجوا من بيت فاطمة ، وقال له : إن أبوا فقاتلهم ، فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار ، فلقيته فاطمة ، فقالت : يابن الخطاب ، أجئت لتحرق دارنا ؟ قال : نعم أو تدخلوا ما دخلت فيه الأمة ).
١٥ ـ المسعودي ( ت سنة ٣٤٦ هـ ) ، هو أبو الحسن عليّ بن الحسين المسعودي صاحب ( مروج الذهب ) من شيوخ المؤرخين ، وكتابه ( مروج الذهب ) من خيرة المصادر ، وقد ذكر في أوله مآخذه ، فكانت نخبة المؤلفات المعتمدة في عصره ، لذلك صار كتابه مقبولاً تاريخياً ، على ما فيه مما لا يخلو منه كتاب غير كتاب الله سبحانه وتعالى الذي : ( لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ) (١).
_____________________
١ ـ فصلت : ٤٢.