من ترجمه من المشارقة والمغاربة ، وحسبنا قول الذهبي في تاريخ الاسلام فيما حكاه عن شيخه محمّد بن أبي الفتح قال :
( كان أبو عمر ابن عبد البر أعلم من بالأندلس في السنن والآثار واختلاف علماء الأمصار ، كان في أوّل زمانه ظاهري المذهب مدة طويلة ، ثم رجع عن ذلك إلى القول بالقياس من غير تقليد أحد ، إلّا أنّه كان كثيراً ما يميل إلى مذهب الشافعي رحمهالله ) (١).
وقال في سير أعلام النبلاء : ( كان إماماً ديناً ثقة علامة متبحراً ، صاحب سنة واتباع ، وكان أولاً أثرياً ظاهرياً فيما قيل ، ثم تحوّل مالكياً مع ميل إلى فقه الشافعي في مسائل ، ولا ينكر له ذلك ، فإنّه ممّن بلغ مرتبة الأئمة المجتهدين ، ومن ينظر في مصنفاته بان له منزلته من سعة العلم ، وقوة الفهم ، وسيلان الذهن ، وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلّا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ولكن إذا أخطأ إمام في اجتهاده لا ينبغي لنا أن ننسى محاسنه ، ونغطي معارفه ، بل نستغفر له ونعتذر عنه ... ) (٢).
أقول : حبّذا لو صدقت الأحلام في جميع رجال الاسلام ، لكن ازدواجية المعايير تذهب بالعير والنفير.
١٩ ـ الشهرستاني صاحب الملل والنحل ( ت ٥٤٩ هـ ) ، هو أبو الفتح عبد الكريم ( شيخ أهل الكلام والحكمة صاحب التصانيف ، برع في الفقه على الإمام أحمد الكوفي الشافعي ، وقرأ الأصول على أبي نصر القشيري ... وكان كثير المحفوظ ، قوي الفهم ، مليح الوعظ ... ). هكذا وصفه الذهبي في سير أعلام النبلاء (٣).
_____________________
١ ـ تاريخ الإسلام.
٢ ـ سير أعلام النبلاء ١٣ : ٥٢٥.
٣ ـ سير أعلام النبلاء ٥ : ٨٦.