إنّ النص المشار إليه آنفاً في اعتذار عروة بن الزبير عن أخيه ، قد وقع فيه كتمان وحذف ، ولا شك في أنّ ذلك خيانة ، ولا يجوز لنا المرور على النص دون التنبيه على ما طرأ عليه لمعرفة من يستحق الإدانة ، أهو صاحب الكتاب ( المصدر ) ؟ أم هو الناسخ والمحقق ؟ أم هو الناشر ؟
لقد ذكر ابن أبي الحديد في شرح النهج (١) ، نقلاً عن المسعودي في مروج الذهب (٢) ، الخبر كما يلي :
( كان عروة بن الزبير يعذر أخاه إذا جرى ذكر بني هاشم وحصره إياهم في الشعب ، وجمعه الحطب لتحريقهم ويقول : إنّما أراد بذلك إرهابهم ليدخلوا في طاعته ، كما أرهب بنو هاشم وجمع لهم الحطب لإحراقهم ، إذ هم أبو البيعة فيما سلف ... ).
هذا ما ورد في الطبعات الأربع من المروج قديماً وكلّها بمصر ، أما الطبعات الحديثة بمصر وبيروت ، فقد جرى حذف متعمد ستراً على السلف ، وإليكم نص ما في طبعة مصرية بتحقيق محمّد محيي الدين عبد الحميد سنة ١٣٦٧ هـ مطبعة
_____________________
١ ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٢٠ : ١٤٧.
٢ ـ مروج الذهب ٢ : ٧٩ ، طبعة بولاق سنة ١٢٨٣ هـ ، و ٢ : ٧٢ ، ط الأزهرية سنة ١٣٠٣ ، وبهامشها روضة المناظر لابن الشحنة ، و ٦ : ١٦٠ ـ ١٦١ ، طبعة مصرية رابعة بهامش تاريخ ابن الأثير ، وكذا في طبعة العامرة البهية سنة ١٣٤٦ هـ .