والآن لنقرأ حديث أبي بكر مع عبد الرحمن بن عوف في مرضه الذي مات فيه ، وما لحقه من ايهام واستبهام مما ينصب أكثر من علامة استفهام ، فليقرأه أبناء الإسلام.
أخرج الطبري في تاريخه (١) ، وابن عبد ربه المالكي الأندلسي في كتابه العقد الفريد (٢) ، وغيرهما كالجوهري والطبراني ممّن يمكن الرجوع إليهم لغرض المقارنة والتأكيد على صحة جوهر النص ؛ لأن التفاوت في المنقول قد يوحي بالشك في صحة المنقول ، ولمّا كانت رواية الطبري وابن عبد ربه أوفى سنداً من رواية غيرهما ، فعنهما نذكر النص ، وهو كما يلي :
قال الطبري : حدّثنا يونس بن عبد الأعلى ، قال : حدّثنا يحيى بن عبد الله بن بكير ، قال : حدّثنا الليث بن سعد ... ، وقال ابن عبد ربه : قال أبو صالح : أخبرنا محمد بن وضاح ، قال : حدّثني محمد بن ... بن المهاجر التميمي ، قال حدّثني الليث بن سعد (٣) قال : حدّثنا علوان ، عن صالح بن كيسان ، عن عمر (٤) بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبيه أنّه دخل على أبي بكر في مرضه الذي توفي فيه ، فأصابه مهتمّاً (٥) فقال له عبد الرحمن : أصبحت والحمد لله بارئاً ! فقال أبو بكر :
_____________________
١ ـ تاريخ الطبري ٣ : ٤٢٩ ـ ٤٣١.
٢ ـ العقد الفريد ٤ : ٢٦٧.
٣ ـ من هنا يتفق سند الطبري مع سند ابن عبد ربه ، فنسوق الخبر برواية الطبري , ونشير إلى الإختلاف بين الروايتين سنداً ومتناً.
٤ ـ كذا في الطبري وفي العقد الفريد : عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، وسيأتي ذكره في أحد اسنادين آخرين في آخر الخبر عند الطبري.
٥ ـ في العقد : ( مفيقاً ).