إلى آخر أبيات سبعة.
فقال معاوية : الرأي ما تقول ، ولكن عمرو لا يدعني.
قال عمرو : خل بينهم وبين الماء ، فإنّ علياً لم يكن ليظمأ وأنت ريّان ، وفي يده أعنّة الخيل ، وهو ينظر إلى الفرات حتى يشرب أو يموت ، وأنت تعلم أنّه الشجاع المطرق ، ومعه أهل العراق وأهل الحجاز ، وقد سمعته أنا وأنت وهو يقول : لو استمكنت من أربعين رجلاً فذكر أمراً ، يعني لو أنّ معي أربعين رجلاً يوم فُتش البيت يعني بيت فاطمة.
وهذا النص بالرغم من تكتم الراوي على ما كان يفعله الإمام لو تمكن من أربعين رجلاً يوم فُتش البيت يعني بيت فاطمة ، فهو يكشف عن شيوع أمر الهجوم على بيت فاطمة عليهاالسلام بعد موت أبيها ، ولم يطرأ نسيان على ذكره بالرغم من مرور ربع قرن عليه ، فهو لا يزال في خزين الذاكرة عند أعداء علي فضلاً عن شيعته ، يتحدثون به عند مسيس الحاجة إليه للاستشهاد به.
ما ذكره ابن هشام :
رابعاً : ماذا عند ابن هشام ( ت ٢١٨ هـ ) ؟
وليس عنده من جديد ، بعد أن كان هو مصدرنا الوحيد ، فيما نقلناه عن ابن إسحاق ، وقد مرّ برقم / ١ ، فراجع فليس ثمة من مزيد.
ما ذكره ابن سعد :
خامساً : ماذا عند محمد بن سعد كاتب الواقدي ( ت ٢٣١ هـ ) ؟
النص الأول : فقد روى (١) فقال : أخبرنا محمد بن عمر ، حدّثني معمر ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة قالت : إنّ فاطمة بنت رسول الله أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلىاللهعليهوسلم فيما أفاء الله على رسوله ، وفاطمة حينئذٍ تطلب
_____________________
١ ـ الطبقات ( لمحمد بن سعد ) ٢ : ٢٧٣.