وثالثهم : هو هذيل ، ولم ينسب في الخبر ، وفي طبقات ابن سعد (١) الهذيل بن بلال الفزاري ، وقال عنه : وكان ضعيفاً في الحديث ، فإن يك هو ذاك فيكفي ضعفه ، وإن يكن هو غيره فمن ذا هو ذلك المجهول ؟
واحتمال التصحيف في اسمه وإنّه هزيل ، فقد ذكره ابن سعد في الطبقات (٢) باسم الهزيل بن شرحبيل ووثقه ، ومهما يكن فالرجل على أحسن تقدير مأخوذ بالإعلام السياسي الذي أذاعه رواة الخالفين بأنّ النبي مات من دون أن يوصي إلى أحد.
وعلى أسوء تقدير انه زاد على ذلك أن جعل نفسه محامي دفاع حين قال : أكان أبو بكر يتأمّر على وصي رسول الله ، لودّ أبو بكر أنّه وجد من رسول الله صلىاللهعليهوسلم عقداً فخزم أنفه بخزامة.
وإلا فمن ينكر وصاية الإمام علي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ينكر ضوء الشمس ، فبدءاً من حديث بدء الدعوة ، وانتهاء بحديث الغدير ، وما بينهما من أحاديث في سائر الأيام ، وكلها تتثبت انّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال فيها لعلي : « وصيي وخليفتي من بعدي » ولكن للإعلام الكاذب أثره على عواطف الناس ، وفي المقام يردّ على هذيل المجهول في زعمه المرذول : أكان أبو بكر يتأمّر ؟
نعم ، بل وتآمر حتى تأمّر ، وبين يدي القارئ النصوص الثابتة فليقرأ ويتدبّر ، كيف كانت بيعة أبي بكر.
النص الرابع : وروى في الطبقات (٣) بسنده عن عائشة قالت : توفي رسول الله صلىاللهعليهوسلم بين سحري ونحري وفي دولتي لم أظلم فيه أحداً ، فعجبت من حداثة سني أنّ
_____________________
١ ـ المصدر نفسه ٧ ، ق ٢ : ٦٦.
٢ ـ المصدر نفسه ٦ : ١٢٢.
٣ ـ المصدر نفسه ٢ ، ق ٢ : ٥٠.