الهنبثة واحدة الهنابث ، وهي الأمور الشداد المختلفة ، وقد ورد هذا الشعر في حديث آخر قال : لما قبض سيدنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم خرجت صفية تلمع بثوبها وتقول البيتين. انتهى. يقال : لمع بثوبه وألمع به إذا رفعه وحركه ليراه غيره فيجيء إليه.
وقفة تحقيق عابرة عند هذه الأبيات التي ورد فيها إقواء في القافية وهو من عيوب الشعر ، فنقول :
لقد ورد البيتان في جملة من المصادر التاريخية والأدبية واللغوية على تفاوت في روايتهما تصحيفاً أو تحريفاً ، ومع الإقواء وبدونه ، وهذا ما يكشف عن أيدٍ أثيمة بدّلت واستبدلت ، حتى غيّرت في معاني الشعر ، فلا إتساق بين الصدر والعجز ، ومِن الذين رووا البيتين مع الإقواء ابن الأثير في النهاية (١) ، والزمخشري (٢) في الفائق ، والزبيدي في تاج العروس (٣). فهؤلاء رووا أنّ فاطمة عليهاالسلام قالت :
قد كان بعدك أنباء وهنبثة |
|
لو كنت شاهدها لم تكثر الخُطب |
إنّا فقدناك فقد الأرض وابلها |
|
فاختل قومك فاشهدهم ولا تغب |
وأعطف على هؤلاء علي فهمي جابي زادة في كتابه حسن الصحابة في أشعار الصحابة (٤) ، وحكاه نقلاً عن العقد الفريد (٥) ، ولدى مراجعتي له وجدت هكذا :
إنّا فقدناك فقد الأرض وابلها |
|
وغاب مذ غبت عنّا الوحي والكتب |
فليت قبلك كان الموت صادفنا |
|
لما نُعيت وحالت دونك الكثب |
_____________________
١ ـ النهاية لابن الأثير ٨ : ٢٧٧.
٢ ـ الفائق للزمخشري ٤ : ١١٦.
٣ ـ تاج العروس للزبيدي ٣ : ٦٥٤.
٤ ـ حسن الصحابة ١٢٨.
٥ ـ العقد الفريد ٣ : ٢٣٨.