قال ابن أبي الحديد : هذا الخبر هو الذي رواه المتكلمون في باب الإمامة عن سلمان أنه قال : ( كرديد ونكرديد ) تفسره الشيعة فتقول : أراد أسلمتم وما أسلمتم ، ويفسره أصحابنا فيقولون معناه : أخطأتم وأصبتم (١).
النص الخامس عشر : قال أبو بكر : وحدّثنا أبو زيد عمر بن شبّة باسناد رفعه إلى ابن عباس قال : إنّي لأماشي عمر في سكة من سكك المدينة يده في يدي ، فقال : يا بن عباس ما أظن صاحبك إلّا مظلوماً ، فقلت في نفسي : والله لا يسبقني بها ، فقلت : يا أمير المؤمنين فاردد إليه ظلامته ، فانتزع يده من يدي ، ثم مرّ يهمهم ساعة ، ثم وقف فلحقته فقال لي : يا بن عباس ما أظن القوم منعهم من صاحبك إلّا أنّهم استصغروه ، فقلت في نفسي : هذه شر من الأولى ، فقلت : والله ما استصغره الله حين أمره أن يأخذ سورة براءة من أبي بكر (٢).
النص السادس عشر : قال أبو بكر : وأخبرني أبو زيد عمر بن شبّة قال : حدّثنا محمد بن حاتم ، عن رجاله ، عن ابن عباس ، قال : مرّ عمر بعلي وأنا معه بفناء داره فسلّم عليه ، فقال له علي : أين تريد ؟ قال : البقيع ، قال : أفلا تصل جناحك ويقوم معك ؟ قال : بلى ، فقال لي علي : قم معه ، فمشيت معه إلى جانبه فشبّك أصابعه في أصابعي ومشينا قليلاً ، حتى إذا خلّفنا البقيع قال لي : يا بن عباس ، أما والله انّ صاحبك هذا لأولى الناس بالأمر بعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، إلّا انّا خفناه على اثنين ، قال ابن عباس : فجاء بكلام لم أجد بداً من مسألته عنه ، فقلت : ما هما يا أمير المؤمنين ؟ قال : خفناه على حداثة سنه ، وحبّه بني عبد المطلب.
_____________________
١ ـ المصدر نفسه ٦ : ٤٣.
٢ ـ المصدر نفسه ٦ : ٤٥ ، وللمحاورة مصادر أخرى مذكورة في ( موسوعة عبد الله بن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن ).