٣ ـ جاء عمر إلى بيت فاطمة عليهاالسلام فقال : والذي نفسي بيده لتخرجنّ إلى البيعة أو لأحرقنّ البيت عليكم ، فخرج إليه الزبير مصلتاً بالسيف فاعتنقه زياد بن لبيد الأنصاري ورجل آخر ؟ فندر السيف من يده فضرب به عمر الحجر فكسره ، فأخرجه وقال : يا خالد دونك هذا ، فأمسكه خالد.
٤ ـ ثم اقتحم عمر ومن معه الدار فقال لعليّ : قم فبايع ، فتلكأ واحتبس ، فأخذ بيده فحمله ودفعه كما دفع الزبير حتى أمسكهما خالد ، « ثم أخرجهم بتلابيبهم يساقون سوقاً عنيفاً حتى بايعوا أبا بكر » كما في النص الخامس ، وباقي النصوص كلها تدل على نحو ذلك ، كما أنّ النص الحادي عشر دلّ على أنّ الإمام لم يترك المطالبة بحقه حتى استنصر الأنصار لكنه لم يجد معيناً ، ومرّ في النصوص اعتراف عمر لابن عباس بأنّ علياً هو ولي الأمر.
وإلحاقاً بما مرّ من النصوص التي رواها الجوهري في كتابه السقيفة ، هذا الخبر الذي رواه عن المؤمل بن جعفر قال : حدّثني محمد بن ميمون قال : حدّثني داود بن المبارك قال : أتينا عبد الله بن موسى بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب عليهالسلام ، ونحن راجعون من الحج في جماعة ، فسألناه عن مسائل وكنت أحد من سأله ، فسألته عن أبي بكر وعمر ، فقال : أجيبك بما أجاب به جدي عبد الله بن الحسن ، فإنّه سئل عنهما فقال : كانت أمّنا صديقة ابنة نبي مرسل ، وماتت وهي غضبى على قوم ، فنحن غضاب لغضبها.
قال ابن أبي الحديد بعد روايته لما تقدم : قلت : قد أخذ هذا المعنى بعض شعراء الطالبيين من أهل الحجاز ، أنشدنيه النقيب جلال الدين عبد الحميد بن محمد بن عبد الحميد العلوي ، قال أنشدني هذا الشاعر ـ وذهب عنّي اسمه ـ قال :
يا أبا حفص الهوينا وما |
|
كنت ملياً بذاك لولا الحمامُ |
أتموت البتول غضبى ونرضى |
|
ماكذا يصنع البنون الكرامُ |