خلاصة ما قرأناه في النصوص الثابتة كان ما يلي :
أ ـ قرأنا أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أوصى إلى علي ، كما في حديث ابن عباس وأم سلمة ، فقد قال ابن عباس للذي جاءه فأخبره : انّ عائشة قالت : مات بين سحري ونحري ولم يوص إلى أحد ، فمتى أوصى إليه ، قال ابن عباس : أتعقل ! والله مات وإنه لمستند إلى صدر علي.
وأم سلمة قالت : كان ـ علي ـ أقرب الناس به عهداً ، ومات صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو مستند إلى صدر علي.
غير أنّ عائشة أنكرت ذلك ، وكان انشطار عند المسلمين في ذلك ، وكل فريق يؤيد وجهة نظره ، حتى استنكر بعضهم كيف أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يأمر أمّته بالوصية ثم هو لا يوصي ؟ وقرأنا الجواب في حديث طلحة بن مصرف ، وقد سمع الهذيل بن شرحبيل : أكان أبو بكر يتأمر على وصي رسول الله ؟
كما قرأنا عن عائشة أنّ علياً كان قد أدخله النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم معه في الثوب الذي كان عليه ، فلم يزل يحتضنه حتى قبض ويده عليه ، كما في الرياض النضرة (١).
ب ـ وقرأنا أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم جهز جيش أسامة ، وأدخل فيه أبا بكر ، وعمر ، وأبو عبيدة بن الجراح ، وعثمان ، وسعد بن أبي وقاص ، وعبد الرحمن بن عوف ،
_____________________
١ ـ الرياض النضرة ٢ : ١٨٠.