ثم ما بال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم خصّك بسماع هذا الحديث ؟ ولم يسمعه غيرك ممن هو أولى منك بسماعه ، لأنّه مورد ابتلائه كابنته وأزواجه ، إنها فرية بلا مرية ، وحبكة من غير حنكة ، ومن يقرأ خطبة الصديقة فاطمة الزهراء عليهاالسلام في احتجاجها على أبي بكر في مسألة الميراث ، يبقى مبهوراً أمام تلك البلاغة الفاطمية ، ولا عجب فإنّها لتفرغ عن لسان أبيها صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وقد تقدم شطر من الخطبة فيما نقلناه عن ابن أبي الحديد : « في الفصل الثالث : نصوص يجب أن تقرأ بامعان » فراجع.
وإنّ من قرأ الخطبة بتمامها ، تتكشف عنه ضبابية الموروث ، ويدرك أن لا مسوّغ لمسلم يوالي من أغضب فاطمة التي يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها ، وقد ماتت وهي غضبى على الشيخين ، ويعني ذلك أنّها لم تعترف بإمامة أبي بكر.
والحديث النبوي الشريف : « من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية » يقضي ببطلان إمامة أبي بكر ، لأنّ فاطمة بضعة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ماتت وهي لا تقر له إمامته ، بل نازعته مراراً في النحلة والميراث والفيء ، وقد ماتت على ذلك وهي غضبى عليه ، فهل يجرأ مسلم يتفوّه ويقول إنّها ماتت ميتة جاهلية ، كيف وهي بضعة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وممن طهرهم الله تعالى من الرجس تطهيراً ، فتكون النتيجة انّ أبا بكر لم يكن إماماً بالحق لتتولاه فاطمة عليهاالسلام وتموت على ولائه ، نعم هي كانت ترى إمامة ابن عمها الذي نصّبه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم غدير خم علماً وهادياً ، وقد دافعت عنه كثيراً.
انّ حديث « نحن معاشر الأنبياء لا نورث » حديث مكذوب على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهو القائل : « من كذب عليّ متعمداً فليتبوّأ مقعده من النار » (١).
_____________________
١
ـ أخرجه البخاري في صحيحه ١ : ٢٩ باب إثم من كذّب على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وساق الحديث
بأسانيد =